جاري تحميل محرك البحث...

أخبار ال MS

مقالة من مجلة ( MS ESSENTIALS (OCTOBER 2014 الصادرة عن جمعية MS Society in UK

 

عنوان المقال : التعايش مع آثار المرض

سبق أن تم نشر نفس هذا المقال من نفس المجلة و لكن لعدد مارس 2009 و هذا هو نفس الموضوع في عدد جديد   أكتوبر 2014 و لكن بعد التنقيح و إضافة المستجدات.

المقدمة

إن مرض MS  يعتبر من الأمراض الغير متوقعة، و ضيف لم تتم دعوته، و الذي قد يصل إلى حياة الأنسان و يمكث معه، و كذلك يصل إلى حياة جميع الأشخاص المحيطين به و سيبقى معهم، قليل من الناس الذين هم على إستعداد لتحمل آثار التشخيص بالمرض و لا يوجد ما هو صح أو خطأ كرد فعل لهذا التشخيص  أو كرد فعل لأعراض هذا المرض و أشكاله و ظروفه و كل واحد منا له شخصيته الخاصة و قوته  و عليه فكل واحد يجد طريقة خاصة مختلفة عن الآخرين للتعامل مع الآثار العاطفية لهذا المرض، علما أن هذه الطرق الخاصة قد تتغير مع مرور الوقت.

في هذا الكتيب سنتتطرق إلى طرق عديدة و التي قد تساعد المريض للتعامل مع الآثار العاطفية للمرض. علما أنه لا يوجد شخص يستطيع السيطرة على جميع مشاعره و يبقى سعيدا طول العمر!! و هذا الكتيب لا يسعى إلى ذلك و لكن قد يجد البعض من المرضى أن النصائح التي سترد هنا قد تكون مفيدة لهم.

و بالرغم من أن بعض أجزاء هذا الكتيب هي بالتحديد للمرضى المصابين حديثا بالمرض، و لكن أقسام أخرى قد تفيد الجميع و في جميع مراحل المرض، و قد يجد بعض المرضى أن أجزاء من هذا الكتيب أكثر فائدة من غيرها.

الموضوع الأول : التشخيص

إن مجرد معرفة الشخص بأنه مصاب بالمرض قد يسبب له ردود أفعال مختلفة، و هذا التشخيص يؤدي إلى العديد من الأسئلة و مهما كانت ردود الأفعال فليس هناك رد فعل صح أو خطأ. 

للبعض من المرضى يشكل التشخيص نتيجته مرعبة و مخيفة كأول رد فعل أما للآخرين فقد يكون التشخيص راحة لهم حيث أنهم قد علموا أسباب ما يعانونه من أعراض، و بعض المرضى عند إعلامه بالتشخيص يكون رد الفعل فقط مغادرة غرفة الطبيب و العودة إلى ممارسة حياته الإعتيادية و بدون التفكير بعواقب المرض و لحين حدوث تغير في أعراض المرض لديهم، و آخرين قد يطفئوا مشاعرهم و آخرين يكون رد الفعل لديهم هو تشكيلة منوعة من هذه الردود، و بصورة عامة لا يجد صح و خطأ في كل هذه الردود و التصرفات و كلها تعتبر تصرفات طبيعية.

و لكن من الضروري على المريض أن يتذكر أنه هو نفس الشخص الذي عاش طيلة هذه الفترة و لكن المرض يفرض عليه أن يقوم بإجراء تعديلات حول كيفية التعامل مع الحياة مستقبلا، و مع ذلك تبقى شخصية المريض نفسها قبل و بعد التشخيص.

و من تقريب الفكرة للجميع فإن الأمر يشبه ركوب القطار السريع  في مدينة الألعاب فالبداية قبل الجلوس هناك شعور مخيف يسبق الركوب، و عند الجلوس يكون الشعور أنه لا يمكن العودة إلى الوراء و عند بدء القطار بالتحرك يحدث خليط من المشاعر و بعض الركاب يتعودون و يتقبلون الأمر و البعض الآخر يستمر الشعور لديهم بالخوف الشديد.

و من ضمن مشاعر المريض عند التشخيص هي :

الصدمة، النكران، النفاؤل، الأرباك، العزلة ، قلق، غضب، الأمل، الخوف، الذعر، الحزن راحة و قد تصيب نفس هذه ردود الأفعال للأشخاص المحيطين به ( العائلة)، كما أن الشعور يختلف بين أفراد نفس العائلة و الأصدقاء و في نفس الوقت فإن التشخيص بالمرض قد يثير بعض الأسئلة، و سنحاول هنا طرح بعض الأسئلة المتوقعة و إجابتها :

1- ما هو الذي أرتكبته؟ هل كان بإمكاني تجنب المرض؟ و لماذا أنا؟

هذه جميعا أسئلة طبيعية جدا حيث أنه عند حدوث أي شئ  نريد أن نعرف السبب، إن الأسباب الدقيقة المفصلة للمرض تعتبر لغز و لا يوجد أئ شئ فعله المريض ليصاب و لا يوجد أي شئ كان بإمكان المريض عمله لتجنب المرض.

2-هل سأحتاج إلى كرسي عجلات؟ هل سأتوقف عن العمل؟ ماذا سيحل بي؟ كيف ستكون حياتي؟

هذه الأسئلة ستثار مرات عديدة خلال حياة المريض و لكن الحقيقة أنه لا أحد يعلم عن يقين كيف ستكون آثار المرض على المريض، و لكن العديد من الأطباء يتفقون أنه و من خلال السنوات 5- 7 الأولى من الإصابة ستكون نوع من المؤشر بخصوص تطور المرض في المراحل اللاحقة من حياة المريض، و لكن كل ذلك هو بناء على إحصائيات عامة و من ناحية ثانية نحن نعلم أن تصرف المعدل العام قد لا يعكس بالضرورة تصرف مريض معين.

أن يتعلم المريض كيفية التعامل مع الغير متوقع و التمكن من التعامل مع التغيرات ستساعده لإسترجاع بعض ما أخذ منه المرض.

3- هل سيكون لدي أولاد؟

إن مرض MS لا يجب أن يشكل مانعا للإنجاب، حيث أن المرض لا يؤثر في خصوبة المريض و لكن المشكلة تكمن في تعامل المريض أحد الزوجين مع أفراد عائلته حيث أن هذا التعامل يختلف عن الأصحاء، و لكن معظم المرضى المتزوجين  يجدون حلا لمثل هذه المشاكل.

بعض الأباء المصابين بالمرض  يعتقدون أن المرض قد ينتقل إلى أبنائهم. طبعا هناك عامل وراثي في المرض و لكن ذلك لا يشكل القصة الكاملة حيث أن المرض لا يأتي بالوراثة المباشرة، علما أن نسبة إصابة أحد الأبناء بالمرض في حالة إصابة أحد الزوجين تبلغ 2% فقط.

4-هل بإمكاني مساعدة نفسي؟

الجواب طبعا نعم، هناك طرق عديدة لمساعدة المريض لنفسه و هذه الطرق قد تتغير مع مرور الوقت فمثلا إعتناء المريض بجسده ستؤدي إلى شعور المريض بالصحة، و لهذا فالتمارين الرياضية و الحمية الغذائية مهمان، و بعض المرضى يجدون أن الأدوية و العلاجات الفيزيائية تساعد و من الأمور المهمة هو أن الصحة النفسة هي مهمة جدا للتعايش بنجاح مع المرض، حيث تم خلال السنتين الأخيرتين رابط قوي بين الحالة النفسية و الصحة العامة.

5- هل أخبر عائلتي و أصدقائي بمرضي؟

في هذا المجال لا توجد قاعدة عامة تفيد الجميع، بعض المرضى يودون إخبار الجميع خاصة أنهم يشعرون بعدم الصحة بدون سبب ظاهر، و آخرين يودون إبقاء الأمر سرا ما عدا الذين يجب أن يعلموا، و من المهم معرفة أن التكلم مع الآخرين عن مرضهم سيؤدي إلى تقليل الشعور بوحدانيتهم.

و من الطرق التي قد تساعد المريض في إتخاذ القرار المناسب لمن سيتكلم عن مرضه هي رسم دائرة تمثل المريض نفسه ثم يتم رسم دائرة أخرى حول الأولى و يكتب فيها أسماء أقرب الناس إليه مثلا أفراد العائلة ثم يتم رسم دائرة أخرى حول االثانية و يكتب فيها أسماء الذين أقل أهمية من الذين في الدائرة الأولى مثلا أصدقائه و زملاءه و بإمكان المريض أن يستمر في رسم الدوائر و في كل دائرة يضيف أسماء الذين أقل أهمية من الدائرة السابقة، و بإمكان المريض إعادة هذا التمرين في أوقات مختلفة و حيث تكون هناك حاجة لذلك و حسب تطور علاقة المريض مع الآخرين.

الموضوع الثاني : التعامل مع الخسارة

من إحدى الطرق لمعرفة رد فعل المريض عند إبلاغه بالمرض هو التفكير بالحزن، للكثير من الناس الموضوع هو عبارة عن مجموعة خسارات، مثل خسارة الصحة و الصورة الذاتية و خسارة التوقعات و خسارة العمل و جميع هذه الخسارات تؤدي إلى الحزن، و هذا المقال سيلقي الضوء لفهم و التعرف على المشاعرالمشاركة للحزن كما أن المقال سيقترح طرق للحزن بصحة .

العديد من المرضى يسألون : لماذا يجب فهم الحزن؟ أليس المرض سيقتلني؟ هذا صحيح و لكن إن الحزن في الواقع هو رد فعل طبيعي لأي خسارة، و بالرغم من أن الحزن هو محبط  و مع ذلك هو مهم و هو جزء من الحياة الصحية حيث أن الحزن يسمح للمريض بعبور التغيرات، و تساعده على إيجاد طرق جديدة و إبداعية للتعامل مع التغيرات، في حالة مرض MS فينظر للحزن على أنه أداة لإعادة تقييم الحياة و تساعد المريض لمراجعة نظرته للحياة، و الهدف النهائي هو التأقلم مع أي خسارة قد تصيب الإنسان و بإختصار فإن الحزن هو رد فعل إيجابي للخسارة.

إن تشخيص أي مريض بمرض طويل الأجل سيرغمهم على مواجهة مخاوفهم و بالرغم من أن الحزن قد يكون ساحقا، و لكن الحزن الصحي سيمكن المريض من ترك الماضي و التشبث بالمستقبل و من المهم أن نعلم أن مثل هذا الشعور بالحزن قد يحدث لأي أنسان و في مختلف مراحل الحياة، و ليس فقط عند التشخيص بمثل هذا المرض.

مراحل الحزن

إن مراحل الحزن تختلف من شخص لآخر، و لكن بصورة عامة هناك خمسة مراحل للحزن و يمر الإنسان بهذه المراحل الخمسة و لكن بدرجات متفاوتة من شخص لآخر و قد تطول مدة جميع المراحل بضعة أيام، أو أسابيع، أو قد تطول لأشهر عديدة، و في نفس الوقت تخف حدة المشاعر تدريجيا و كما هو في مرض MS  فهذه المراحل غير قابلة للتنبؤ، و كذلك ليس من الضروري المرور بجميع المراحل، كما أن المريض قد يعود إلى مرحلة سبق و أن مر بها، أو أن يمر بمرحلتين في آن واحد، و المراحل الخمسة هي:

الإنكار، الغضب، المساومة، الإكتئاب و الحزن و أخيرا مرحلة القبول.

- مرحلة الإنكار: يمر المريض بهذه المرحلة عادة عند إعلامه بالتشخيص بالمرض، غالبا ما يعتقد المريض أن الطبيب قد أخطأ أو يفكر و يقول لنفسه: هذا لا يمكن أن يحدث، أن الإنكار هو ميكانيكية تعامل فعال التي تسمح للإنسان أن يتجنب أفكار و مشاعر التي لا يمكن أن يواجهها، و قد تطول هذه المرحلة لثواني أو قد تكون أكثر من ذلك بكثير، و هذه المرحلة تساعد على إعطاء الدماغ مهلة قلب التعامل مع الواقع و لكن بعض المرضى يبقى ملتصقا بهذه المرحلة و هذا بحد ذاته يعتبر مشكلة حيث أنه بدون تقبل التشخيص فلا يمكن تقبل العلاج و ما يتبعه من تطورات.

- مرحلة الغضب: أن الأمر المهم في مرحلة الغضب هو توجيه الغضب، قد يقوم المريض بتوجيه الغضب إلى الطبيب أو إلى نفسه حيث يعتقد أنه كان بإمكانه عمل شئ لتجنب المرض أو إيقافه أو قد يوجه المريض غضبه إلى عائلته ألى أي جهة عليا أو إلى المجتمع الطبي و العلماء لعدم تمكنهم من إيجاد الدواء الشافي، و في الحقيقة فإن هذه القائمة ، قائمة لمن يوجه المريض غضبه قد تطول و تختلف من مريض لآخر و هذا الشعور بالغضب هو شئ طبيعي، و لكن قد تكون مرهقة و تمنع المريض من المضي قدما في حياته، و عليه فالتحدي هنا هو إيجاد طرق لإستعمال الغضب بطريقة إيجابية بحيث تعمل لصالح المريض و ليس ضده.

و عند الشعور بالغضب فعلى المريض أن يسأل نفسه الأسئلة التالية :

أ‌- ما الذي يجعلني غاضبا؟

ب‌- ما هي القضية الرئيسية؟

ت‌- ما الذي أفكر فيه و أشعره؟

ث‌- ما الذي أريد تحقيقه؟

ج‌- من المسؤول عن ماذا ؟

ح‌- ماذا لو أني اريد أن أتغير؟

خ‌- ما هو الذي أريد عمله و ما الذي لا أريد عمله؟

هذه الأسئلة قد تساعد المريض على التفكير بصفاء حول وضعه و ما يمر به و بالنهاية سيتمكن من إتخاذ قرارات حاسمة، علما أن الغضب سينشط الدماغ لإيجاد الأجوبة لهذه الأسئلة و يتغلب على الصعاب و من الأمور المساعدة للتعامل مع الغضب هو التعرف على الشئ الذي يؤدي إلى الغضب، فمثلا إذا قام المريض بعمل ما ثم شعر بالتعب فعليه أن يأخذ قسط من الراحة و إلا فإن التعب سيؤدي إلى الغضب.

- مرحلة المساومة: في هذه المرحلة يحاول المرضى إجراء صفقة مع القدر و مع الطبيب و و مع عوائلهم، و هذه الصفقة أشبه بقول المريض لهؤلاء: إذا ساعدتموني للمرور من هذه المحنة فسأتغير، سأغير نمط حياتي، سأقوم بالتمارين، و سأكون جيدا.....ألخ. و بمرور الوقت و بسبب تلاشي أعراض المرض، تهدأ المشاعر و تصبح أكثر إستقرار وبإختصار هذه المرحلة هي محاولة لتفادي الأمر الذي لا مفر منه.

- مرحلة الإكتئاب و الحزن: في هذه المرحلة تظهر بشدة حالة الشعور بالخسارة ، خسارة الماضي و الحاضر، و في هذه المرحلة يركن المريض إلى البكاء و الحزن و الإنكماش على نفسه و بالرغم من أن غالبا ما توصف هذه المرحلة بحالة الإكتئاب و لكن الأصح هو مرحلة الشعور بالحزن العميق و يتم تعريف الحزن على أنه كرد فعل مناسب لحالة ما يختبرها الإنسان.

و ينصح العلماء المريض في هذه المرحلة بالسماح لنفسه بالبكاء و الشعور بالحزن حيث أن من أحسن الطرق للتعامل مع الحزن هو إختباره و تدريجيا ستنزاح حالة الحزن من المريض و بالتقدم في حياته نحو الأمام.

- مرحلة القبول: في هذه المرحلة يشعر المريض بقبوله بما حصل و يحصل له و أخيرا يشعر أنه بإمكانه الإستمرار بالحياة و بمعنى آخر أن وقت الإستقرار قد حان.

الموضوع الثالث : كيف يؤثر المرض في المشاعر

من المعلوم أن المرض يقود إلى الشعور بالخسارة و الحزن و لكن بالإضافة إلى ذلك فإن التعايش مع المرض سيفتح الباب على العديد من التغيرات في المشاعر، هذا و إن جزء من هذه التغيرات هي سبب مباشر للمرض نفسه و التغيرات الأخرى مرتبطة بأمور أخرى لها علاقة بالمرض كما هو الحال في الآثار الجانبية لأي دواء و في حالة أن المريض يشعر بتغيرات في مشاعره فإنه من الصعب تحديد السبب لهذا التغير حيث أنه غالبا ما تكون أسباب هذه التغيرات هي مجموعة من العوامل.

عوامل مرتبطة مباشرة بالمرض

1-رد الفعل السايكولوجي للمرض: أن التشخيص بالمرض و محاولة التأقلم معه و مع عدم معرفة ما سيحصل هو بحد ذاته شئ مزعج حيث أنها تؤدي إلى مجموعة من المشاعر كالحزن، الغضب، الشعور بالذنب، الخوف، و في حالة إصابة المريض بالهجمات من نوع relapsing remitting، فإن عدم معرفة وقت الهجمة التالية و عدم معرفة مدى تأثيرها كل ذلك يؤدي إلى تأثيرات عاطفية، و للعلم فإن التعايش ( لأي شخص) مع المجهول يعتبر من أصعب مراحل التأقلم مع المرض. و من المعلوم أنه لا يوجد صح أو خطأ في رد الفعل حيث أن رد الفعل يختلف من مريض لآخر و طريقة رد الفعل لأي مريض تعتمد على تأثير المرض على المريض و الأعراض المصاحبة للمرض بالإضافة إلى خبرة المريض في موجهة الصعاب.

2- تلف الأعصاب نتيجة المرض: إن أجزاء مختلفة من الدماغ تتحكم بأجزاء مختلفة من الجسم و من المعلوم أن الفص الأمامي من الدماغ هو الذي يتحكم في المشاعر و عليه و بغض النظر عن قوة الشخصية للمريض فإن أي تلف في الأعصاب في الفص الأمامي سيؤثر في كيفية الشعور و رد الفعل.

عوامل غير مباشرة لها علاقة بالمرض

1- الآثار الجانبية للأدوية: إن بعض الأدوية المستعملة للمرض قد تؤثر في المزاج و السلوك و من هذه الأدوية هو الستيرويد ( steriod ) حيث أنه له تأثير في تقلبات المزاج و الإكتئاب و الغضب، أما الدواء الثاني فهو ( beta interferon ) حيث أنه أحيانا يؤدي للإكتئاب و أخيرا الدواء المسمى (modafinil) حيث قد يؤدي إلى الغضب و الإكتئاب ،و من ناحية ثانية فإن بعض الأدوية المستعملة لمرض MS قد تؤدي إلى تغيرات في المشاعر في حالة توقف المريض فجاءة عن تناولها.

2- الأجواء الإجتماعية: هناك مجموعة من العوامل الإجتماعبة التي قد تؤثر في المشاعر مثل الحالة المادية و العائلية و غيرها و هذه الأمور قد تكون نتيجة للمرض أو قد تكون بسبب شئ آخر موجود في حياة المريض، فمثلا بالنسبة للمريض الأعزب لا عائلة له فقد يشعر بالإنعزالية و عدم السعادة، و مثال آخر هو فقدان الوظيفة.

الموضوع الرابع : السيطرة على ردود العواطف تجاه المرض

ليس من الغريب أن يشعر المريض بسيطرة العواطف عليه نتيجة المرض و لكن الجيد أن المريض يحتاج أن يخاف من ذلك، و في هذا المقال سنرى كيف يمكن للمريض أن يسيطر على ذلك، و هذه الإستراتيجيات تنظر إلى طرق لمعالجة الخوف، و الغضب، و تتعامل مع الضغوط و تعطي له نوع من الشعور بإحترام الذات، و مرة ثانية لا يوجد خطأ و صح في هذه الإستراتيجيات، فقد لا تنفع الجميع و لكن على المريض أن يتذكر أنه لديه طريقته الخاصة للتعامل مع مثل هذا الوضع الصعب، و فيما يلي الإستراتيجيات و التي نسميها أفكار:

1- التعامل مع الغضب : تدل الأبحاث أن الغضب يصيب حوالي ثلثي المرضى بمرض MS حيث أن الخوف و الغضب هما من حالات العواطف المعروفة و المتوقعة و من الطبيعي جدا أن يصاب المريض بهما لأنه سيعيش مع المجهول و قد يشل الخوف حركة المريض و لكن على المريض ألا يكون عبد خاضع للخوف، أن الخوف هو عبارة عن تسارع مادة الأدرينالين و الذي يؤدي إلى تسارع ضربات القلب و تنشيف الفم و إضطرابات في المعدة، و كأنها تقول للمريض : عليك بعمل شئ بسرعة لمواجهة الحالة الخطيرة التي تواجهك، أي ان الخوف تحرك المريض نحو التقدم و عمل شئ ما و عندما يقوم المريض بأي رد فعل للخوف نرى أن الخوف ينحسر، و من ناحية ثانية فإن الخوف المزمن قد يدمر المريض و يؤدي إلى دوامة لا تنتهي من الغضب.

و من أكثر أنواع الخوف الشائعة لمرضى MS هو الخوف من فقدان القدرة الجسدية في المستقبل ،و من الطبيعي أن يتسائل المريض عن أشياء مثل حاجته لكرسي عجلات، أو فقدان الوظيفة، أو فقدان شخصيته كرب لأسرة، و لكن الإستمرار بمثل هذه التسائلات حول المستقبل المجهول قد تؤدي إلى شلل في المشاعر و هنا يجب التذكر أنه لا أحد بإمكانه توقع ما سيحدث للمريض في المستقبل، بعض المرضى يعيشون يومهم فقط، و لكن هذا لا يجب أن يعني تأجيل الخطط و دفن الرأس في الرمل، و هناك أوقات على المريض أن يخطط للمستقبل  مثلا إعادة ترتيب المنزل بما يتناسب مع وضعه الجديد، و لكن القلق الدائم بخصوص المستقبل قد يؤثر في القدرة على التخطيط بصورة جيدة  و على إتخاذ القرارات الصائبة.

و في حالة أن يسيطر الغضب و الخوف على المريض و على حياته، ففي هذه الحالة قد تفيد إحدى الإستراتيجيات التالية :

آ تحديد وقت للقلق : يقوم المريض موعد مع نفسه للتركيز على قلقه و لمدة خمسة دقائق صباح و مساء كل يوم، على شرط أن يكون الوقت خمسة دقائق  لا أكثر و لا أقل، و خلال هذه الدقائق الخمسة يجلس المريض بهدوء و يشغل منبه الساعة ليدق في نهاية الخمسة دقائق ،خلالها يركز المريض على مخاوفه و غضبه و عند إنتهاء الوقت على المريض أن ينهض و يمارس أعماله الإعتيادية، و قد يجد المريض نفسه أنه ما يزال يقلق طوال اليوم، ففي هذه الحالة يقول المريض لنفسه : سأفكر بالموضوع خلال الخمسة دقائق القادمة  أي يقرر تأجيل التفكير في القلق إلى الخمسة دقائق التالية، و من نتائج هذه الإستراتيجية هو أن المريض يجد نفسه بعد بضعة أسابيع أنه أصبح من الصعب أن يقلق خلال هذه الدقائق الخمسة و أن الكثير من مخاوفه السابقة قد أختفت.

ب مشاركة الخوف مع الآخرين : عندما تتم سيطرة الخوف و الغضب على المريض يجد نفسه أنه في حالة إخبار الآخرين عن مخاوفه سيكون ذلك ذو فائدة،  لأن من نتائج ذلك هو أن الآخرين سيستمعون له و يطمأنونه و يقدمون المساعدة الممكنة له و هذ يؤدي إلى تحجيم الخوف و الغضب، إن المشاركة مع الآخرين تعني وجود ضوء في نهاية النفق.

ج- كتابة قائمة : يضع المريض مثل هذه القائمة في مكان قريب منه ليتذكر الأشياء التي كتبها لتساعده، و من المقترح أن تتضمن هذه القائمة :

- التعرف على و تحديد الخوف و الغضب.

- أخبار الآخرين بمشاعرك.

- تجنب كل ما يثير الخوف و الغضب من أخبار أو أصدقاء.

د التعلم من أن طريقة التفكير السلبية تؤثر في المشاعر: إن طريقة التفكير

تلعب دورا رئيسيا في مشاعر الإنسان، هناك العديد من الأخطاء التي يرتكبها الإنسان و التي قد تزيد من مشاعر الخوف و الغضب و لكن من الممكن أن تتغير هذه بطريقة تؤدي إلى سيطرة الشخص على نفسه، و من هذه الأخطاء أثناء الفكير :

- التفكير أبيض أو أسود، أو الكل أو لا شئ: و مثال ذلك أنه أثناء الإجهاد و التعب يصبح من السهل للمريض أن يفكر انه أصبح شديد الإرهاق و التعب و لا يمكنه عمل أي شئ في اليوم التالي أو يفكر المريض أن يتوقف عن العمل 100% و في الحقيقة أن المريض لو يتذكر أن يأخذ وقت للراحة فهذه ستؤدي إلى شحن الطاقة من جديد لليوم الثاني بحيث يتمكن المريض من الأخذ بزمام الأمور مرة ثانية.

- التفكير بمبالغة: الخطأ هو التركيز على شئ معين بحيث يصبح أكبر من حياة الإنسان، مثال ذلك أن ينسى المريض حدث معين مهم أو يكون قد أخطأ في العمل عندها يعتقد المريض أنه غير مؤهل لأسهل الأعمال، و لكن الحقيقة أن نفس هذا الشخص قد أتم عدد من المهمات الأخرى و بنجاح، و لكن غلطة واحدة قد غطت على جميع إنجازاته الأخرى، في هذه الحالة على المريض أن يتذكر لكل خطأ أرتكبه عملان جيدان أتمهما.

- التفكير بإنحياز نحو السلبية: في حالة مريض MS، يتذكر المريض حالته السابقة و قدرته قبل المرض و هذه الحالة قد تغفل التغيرات الإيجابة التي قد حدثت له.

- يفكر المريض أحيانا أنه يجب شئ معين. مثال ذلك : يجب أن يصحب أولاده إلى المدرسة، أن هذه الحالة من التفكير تزيد عند المريض الشعور بالذنب و الغضب و القلق، و قد تكون مدمرة.

2-التعامل مع الضغوط : إن الضغوط تعتبر من الأمور الطبيعية في حياة أي شخص، و لكن بالنسبة لمريض MS  فبالأضافة إلى هذه الضغوط، على المريض التعامل مع المجهول و الضغوط التي تحدث بسبب المرض،  فالمرض يمكن أن يكون له تأثير في العديد من مجالات الحياة، مثل الأستمرار بالعمل، و التفكيرفي التعامل مع الأصدقاء و أفراد العائلة، و في حالة أن كل هذه النواحي قد تأثرت بالمرض  فعلى الغالب أن المريض سيقع تحت الضغوط، و العديد من المرضى يذكرون أن الضغط يؤثر في الأحاسيس. من الناحية العلمية لا يوجد روابط بين المرض و الضغط، ، و سبب ذلك جزئيا صعوبة تعريف معنى الضغط ، و من ناحية ثانية بسبب إختلاف رد الفعل تجاه الضغط من مريض لآخر.

إن الضغوط الطويلة الأمد قد تسبب مشاكل جسدية و منها ضعف في الذاكرة، صداع، و أرتفاع ضغط الدم، كما أنها قد تؤثر في العواطف حيث يشعر المريض بالغضب و القلق و الإكتئاب و التشاؤم، و إضطراب عند النوم، و من المعلوم أنه لا يمكن تجنب الضغوط 100% من حياة الإنسان و لكن هناك طرق للتعامل معها و من ثم السيطرة عليها، و من هذه الطرق ما يلي:

آ التعرف على ما يمكن السيطرة عليه و ما لا يمكن السيطرة عليه : عندما يقع المريض تحت أحد الضغوط يسأل نفسه : هل هذا يقع تحت سيطرتي ام لا؟ في الإجابة بنعم، فعلى المريض أن يتخذ ما يراه مناسبا للتخلص من الضغط.

ب- في حالة المجابهة، أبحث عن الدعم من الآخرين : أحيانا عند مناقشة موضوع مع الآخرين يبدأ المريض برؤية الأمور من زاوية مختلفة.

ج- ضع أهداف قابلة للتحقيق ثم قم بالتخطيط نحوها: بالنظر لأن المرض لا يمكن التنبؤ به، فبعض الخطط قد لا تعمل كما يجب، و في هذه الحالة تنفع الخطط البديلة.

د- لاحظ سلبياتك : هل رد الفعل الأوتوماتيكي للمريض يعكس التمثيل الصحيح لما يحدث؟

ه- إحتفظ بأجندة الضغوط لمدة شهرين : هذه الأجندة تساعد في التعرف على الحالات التي تسبب الضغوط، و من المفضل أن يدون المريض كيف كان رد الفعل لديه تجاه موقف صعب و الذي أدى إلى الضغط ، و كذلك يدون كيف كان بإمكانه التخلص من هذا الموقف.

و- إعادة تعريف: على المريض أن يتوصل إلى إعادة تعريف ما حوله مثل العائلة و المجتمع و العلاقات مع الآخرين، و بهذه الطريقة قد يتوصل المريض إلى إستبدال مسؤولية أو سيطرة بأمر آخر أكثر أو أحسن من الناحية العملية.

ز- التمارين : تعتبر التمارين ذو فائدة كبيرة للتعامل مع الضغوط ، حيث يؤدي إلى التنفيس عما في داخل المريض من غضب و ضغط، كما أن التمارين تعتبر عامل مساعد للنوم بالإضافة لإعطاء طاقة للجسم . 

ح- إيجاد عمل ما أو هواية: بإمكان المريض أن يتعلم عمل ما أو هواية على ألا تكون مصحوبة بالضغوط، مثل سماع موسيقى أو التمشي أو القراءة.

الموضوع الخامس : الإكتئاب 

الكثير من الناس يستعملون مصطلح الإكتئاب بصورة مبسطة  و ذلك لوصف فترات قصيرة من الشعور بالإنحطاط ، و لكن الإكتئاب من الناحية الطبية يعني أكثر من ذلك و يميز الإكتئاب بمزاج منخفض و بصورة مستمرة، و يستمر هذا الحال لأسابيع و ربما أكثر و قد تؤدي للأصابة بمحنة و تؤثر في الفعاليات الإجتماعية و مصحوبة مع الحزن و هذه الحالة قد تصيب حوالي 50% من مرضى MS   خلال أي مرحلة من مراحل العمر، و من ناحية ثانية فإنها تصيب حوالي 10% من الآخرين و بالرغم من ذلك فإن هذه الحالة لدى المرضى لا يتم التعرف عليها من قبل الأطباء و لهذا فهي تبقى بدون علاج و هذه الحقيقة مؤلمة لأن الإكتئاب حالة مدمرة و لكن في نفس الوقت ممكن علاجها.

أعراض الإكتئاب

عادة ما يكون من الصعب التعرف على حالة الإكتئاب لدى المرضى، و ذلك لأن بعض أعراض المرض نفسه هي مقلدة لأعراض الإكتئاب، و مثال ذلك الإجهاد، فقدان الطاقة ، عدم النوم، هذا بالإضافة إلى أنه من الصعب تشخيص حالة الحزن على أنها إكتئاب، و لهذه الأسباب و من أجل أن يتمكن الطبيب من تشخيص الإكتئاب  فإنه على الطبيب أن يشخص على الأقل خمسة من الأعراض التالية :

- الشعور بعدم الأمل و الحزن و الإنحطاط.

- فقدان الإهتمام بمعظم الفعاليات اليومية.

- فقدان كبير أو زيادة كبيرة في الوزن، أو زيادة أو فقدان الشهية.

- مشاكل مستمرة في النوم أو أرق أو كثرة النوم.

- إجهاد مستمر مع فقدان في الطاقة.

- شعور المريض بتفاهة نفسه.

- الشعور الزائد بالذنب.

- عدم القدرة على التركيز و إتخاذ القرارات.

- عدم الراحة و إبطاء في الحركة.

- تكرر الأفكار في مواضيع مثل الموت، العنف و الإنتحار.

علاج الإكتئاب

إذا كان المريض يعتقد أنه مكتئب، فالخطوة الأولى هو مراجعة الطبيب  الذي بامكانه إجراء التشخيص و العلاج المناسب، إن الأدوية هي ليست العلاج الوحيد للإكتئاب بل الحل هو الدواء زائدا مجموعة من العلاجات الأخرى هذا بالإضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية، و من هذه العلاجات ما يلي :

1-أعتني بنفسك : من الطبيعي أن المريض يحتاج إلى المساعدة الطبية، و لكن هناك الكثير مما يمكن المريض أن يعمله لنفسه، أشياء مثل المحافظة على الحياة، النوم و الأكل الصحيح، الإسترخاء، علاقات إجتماعية و غيرها، التكلم مع الآخرين عن المشاعر يساعد كثيرا في رفع المعنويات، كما أن التمارين تساعد لى إطلاق مادة الأندروفين في الجسم  و هي مادة مضادة للإكتئاب ، كما بإمكان المريض من ممارسة إي هواية يحبها و يسعد بها، إجراء تغيرات في نمط التفكير بالنسبة للمريض ستساعد بالشعور بأته بحال أحسن.

2-الأدوية : من المعتاد أن يصف الطبيب للمريض مضادات للإكتئاب و هي عديدة، لكن هناك أنواع أخرى لنفس الغرض من مجموعة مختلفة و لكن هذه الأدوية لا يكون لها مفعول فوري، و لهذا على المريض أن ينتظر بعض الوقت ليأخذ الدواء مفعوله و بعض هذه الأدوية تأخذ تقريبا ثمانية أسابيع ليأخذ مفعوله بالكامل و إذا لم يلاحظ المريض في نهاية هذه المدة أي تحسن فعليه مراجعة الطبيب.

3- العلاجات الأخرى : منها تكلم المريض عن مشاعره مع من يمكن أن يساعده، هذا و أن هذه العلاجات هي ليست فقط للإكتئاب و لكنها أيضا تساعد المريض على التأقلم مع المرض و للتغلب على المشاعر الصعبة.

الموضوع السادس  و الأخير : تأثير المرض على الآخرين

إن مرضMS   له تأثير على أفراد عائلة المريض و أصدقائه و في الحقيقة له تأثير على جميع من له إتصال بالمريض و الذين هم من أقرب الناس إلى المريض ستكون لهم نفس مشاعر المريض مثل الحزن، الغضب و الشعور بالذنب، الخوف و الوحدة، علما أن نفس الإستراتيجيات للتعامل مع المشاعر التي سبق مناقشتها للمريض قد تفيد جميع المحيطين بالمريض.

ردود الأفعال المختلفة في العائلة

إن من أصعب ما يتم التعامل معه هو أن أفراد العائلة لا يمرون جميعهم في نفس التجربة العاطفية و في نفس الوقت، ففي الوقت الذي تنتهي فيه فترة الحزن من المريض نفسه، نجد أن بعض أفراد العائلة ما زالوا يعانون من الحزن و بعض الأحيان نجد أن البعض يكون مرتاح من التشخيص بالمرض و لكن آخرين من نفس العائلة  قد يشعرون بالخوف، و من المهم أن نعلم أن جميع هذه المشاعر  إيجابية كانت أم سلبية هي مهمة و تعتبر إعتيادية تحت مثل هذا الظرف، كما أن الصعوبة تكمن في أن بعض أعراض المرض تكون غير ظاهرة للعيان، مثل الإجهاد و التغير في القدرة المعرفية.

التأقلم مع التغيرات 

هناك العديد من التغيرات التي ستحصل لأفراد عائلة المريض و هذه التغيرات ستقود إلى مشاعر منوعة و كلها طبيعية و من المهم أن كل فرد من العائلة يجب أن يختبر هذه المشاعر و يقر بها حيث أن التعرف على هذه المشاعر  و التعامل معها بصورة صحيحة ستساعد على عملية التغيروأن إستشارة أو طلب المساعدة لا يعتبران فشل بل خطوة إيجابية للتعامل مع المرض، و هنا سنتناول أثر التغيرات على عدد من المحيطين بالمريض :

- التحول من شريك أو شريكة الحياة إلى ممرض: الجميع لديه آمال و خطط للمستقبل، و لكن مرض MS سيؤدي إلى تغيرات في كل ذلك فشريك الحياة قد يضطر إلى العناية بشريكه في أمور مثل المساعدة في الإستحمام، و إرتداء الملابس، و غيرها و هذا يعتبر إستبدال لدور الشريك، و من المعلوم أن دور الإعتناء هو جزء من العلاقة مع المريض، و لكن في حالة المرض ستكون دائمية، و هذا ما قد يؤدي إلى الإحباط و الإرتباك و في بعض الأحيان على الشريك أن يجد طرق مختلفة لتتناسب مع رعاية الشريك و الأمور الأخرى مثل مرافقة الأطفال إلى المدرسة ذهابا و إيابا و في حالة إصابة المريض بالإجهاد أو الهجمة فالآخرين من أفراد العائلة سيجدون أنفسهم يقومون بما كان المريض يقوم به في السابق، و هذا يؤدي إلى الإرتباك و الغضب و الشعور بالعزلة.

- الأثر على الأطفال: الأطفال الذين أصيب أحد الوالدين بالمرض يصابون بالإرتباك و الخوف و غالبا هذا يكون نتيجة عدم التواصل بين الأطفال و الوالدين بسبب عدم معرفة الأهل كيف يفسرون المرض لهم، و مرة أخرى نقول: لا يوجد صح أو خطأ في طريقة إفهام الأطفال عن المرض و عادة ما يوجد فرق بين مختلف العوائل فيما يقولون لأطفالهم و كيفية قول ما يقولونه و ذلك لأن الوالدين هم أعلم الناس بأطفالهم، و لكن من الضروري العلم من أن الأطفال يلاحظون ما يجري حولهم من تغير في الطباع والمشاعر و مما يجعل الموضوع أكثر صعوبة هو ان الأطفال يشعرون بالخوف من المرض، و لكن الآباء يطمأنونهم بأن ذلك في خيالهم فقط ، و في حالة أن ألأمر يبقى مكتوما فالأطفال يتخيلون الأسوء و عليه فإن إعطاء المعلومات للأطفال حول المرض سيؤدي إلى أسئلة و يجب ليس فقط إجابتها و لكن أيضا يجب طمأنتهم.

- أثر المرض على المرضى من الأولاد: الكثير من الآباء لديهم آمال و توقعات و أحلام بخصوص أطفالهم فهم طوال حياتهم يعدون أطفالهم ليكونوا على قدر المسؤولية و الإعتماد على أنفسهم و لكن مع الأسف فإن المرض يتدخل في هذه الطموحات، و في حال تشخيص المرض في أحد البالغين من الأولاد فسيكون من الصعب لمثل هذا المريض أن يصبح مستقلا عن والديه حيث أنهم سيكونون معتمدين على أهاليهم من الناحية المالية بالإضافة إلى باقي الأمور و مثل هذه الحالات تسبب الضغوط و الغضب و الإرتباك.

أما بالنسبة للآباء الذين تم تشخيص أحد أولادهم بالمرض فهؤلاء فسيمرون في الكثير من المشاعرالتي سبق ذكرها و غالبا في مثل هذه الأحوال يعتقد الآباء أنهم هم سبب المرض، و هذا الخوف قد يؤدي إلى السيطرة على الآباء و من المؤسف أنه لا يتم التعرف على مشاعر الآباء لآنهم لا يعرضون أنفسهم على الأطباء المختصين، و لكن و بصورة عامة فإن الأولاد البالغين المصابين بالمرض سيشعرون بالإطمئنان في حالة أن الآباء يهتمون بهم.

- أثر المرض على الأصدقاء: إن مرض MS له تأثير على كافة العلاقات، هناك العديد من الأمور المتاحة للعائلة للتعامل مع المرض و لكن هناك القليل منها بخصوص العلاقات مع الأصدقاء و هؤلاء الأصدقاء قد يواجهون مشاعر قوية عندما يعلمون بتشخيص زميلهم، أو عندما يشهدون زميلهم المريض و هو تحت تأثير الهجمة أو أعراض المرض الأخرى، و من الضروري لهؤلاء الأصدقاء أن يعرفوا أن هذه المشاعر التي يمرون بها هي إعتياديةو عليهم أن يفصحوا عن إحساسهم، إن التواصل مع اآخرين يعتبر المفتاح الرئيسي لإستدامة العلاقات الصحيحة.

أحيانا يكون من الصعب أن يعلم المريض ما يجب أن يقوله لأصدقائه عن مرضه، حيث أن البعض من هؤلاء الأصدقاء قد لا يعلم أي شئ عن المرض، و هذا يعني أن المريض بحاجة إلى تثقيف ذلك الصديق و أحيانا يجد المريض صعوبة بالتعامل مع أسئلة متكررة و لو كانت بسيطة مثل : كيف أصبحت اليوم؟، و هذا يؤدي إلى إحباط المريض و إلى إرتباك الصديق.

صعوبات التواصل

إن عملية التواصل هي بمثابة طريق ذو مسارين و هي عملية معقدة و هي مهارة يقوم الإنسان بتطويرها خلال حياته، و من المهم التذكر أن عملية التواصل هي ليست شفهية فقط  و إنما 55% منها يكون غير شفهي  مثل طريقة تقديم أنفسنا ،و التواصل الجيد يدور حول الإستماع و جعل الآخرين يستمعون لك.

كما أنه من المعلوم أن عملية التواصل الغير جيدة تكون السبب لتحديات مهمة، و في الواقع يقول الباحثون أن قنوات التواصل الجيدة قد تكون العامل الوحيد للإبقاء على علاقات جيدة و صحيحة،  و من هنا نرى أن تعلم و ممارسة عملية التواصل الجيدة تساعد لتقليل من النزاعات الحالية و المستقبلية.

عند إصابة أحد أفراد العائلة أو صديق بالمرض فهذاسيخلق جو من الغموض و عدم القدرة على تنبؤ ما قد يحصل و عندما يضاف إلى كل هذه المشاعر و ردود الأفعال  كالغضب و الخوف و الحزن، كل هذه تؤثر في عملية التواصل، و هناك العديد من الأسباب التي تجعل من عملية التواصل صعبة  و فهم هذه الأسباب ستساعد للتعامل مع مشاكل التواصل كما تساعد كل شخص من التعبير عن شعوره.

1- أسلوب التعامل : لكل فرد طريقته في التعامل، فهناك من يريد أن يتكلم، و آخر يفكر طويلا و بعمق، و أحيانا يرفض المريض التشخيص، و مريض آخر يبدأ ببحث كل ما يمكنه عن المرض.

2- أسطورة سوء الفهم : عندما يتم تشخيص أحدهم بمرض MS، فمن الغريب أن أي شخص يخبره المريض بمرضه، تجد أن الآخر يعلم بشخص آخر مصاب أيضا و بنفس المرض!! و هذا يعني أنه توجد أفكار عديدة حول ماهية المرض و بعدد الأصدقاء الذين تكلمهم، و هذا يؤدي إلى أسطورة حول ما هو المرض و إلى سوء فهم حول كيفية إصابة الإنسان بهذا المرض.

3- الحماية :من الطبيعي أنه في أي عائلة كل فرد يريد حماية أفراد العائلة الآخرين و هذا يجعل من مرض MS مثل الضيف الذي لا أحد يذكر أسمه و لكنه يجلس معك إلى طاولة الطعام  و يشاهد معك التلفزيون.... ألخ.

4-مواضيع غير مريحة : هناك العديد من المواضيع التي عادة لا يتكلم بها أفراد العائلة مثل الجنس و عادات التبول و التغوط  حيث أن هذه تعتبر من المواضيع المحرجة، و في مثل هذه الحالة فإن إضافة موضوع جديد مثل MS يسبب زيادة في الإحراج و يجعل التواصل أكثر صعوبة.

5- المال : بالنظر لأن مرض MS مكلف فإن هذا سيؤدي إلى زيادة مصاريف العائلة مما يعني الجدل بين الزوجين و في هذه الحالة فإن قنوات الإتصال تكون مهمة بالنسبة لجميع العلاقات، قد يسبب المرض صعوبة في التواصل و لكن هذا يدفع أفراد العائلة إلى تحسين قنوات الإتصال، و أحسن نقطة كبداية نحو تواصل صحيح هو الإعتراف أن كل واحد لديه طريقة إتصال مختلفة، و لكن الهدف الرئيسي هنا هو إيجاد أرضية لأستخدامها للبدء بالتعامل مع تطفل المرض في الحياة العائلية.

 أفكار نحو تواصل أحسن

1- كن صادقا بخصوص مشاعرك، و في حالة أنك تجد أن من الصعب أن تعبر عن شئ ما كن صادقا إلى أبعد الحدود.

2- تقبل المساعدة حين تقديمها من الآخرين.

3- أسأل نفسك : كيف يمكنني المساعدة؟.

4- كن مستمعا جيدا أكثر من متكلم.

5-حاول إيجاد الأوقات المناسبة لإيصال موضوع مهم، و هذا يعني مثلا أنه إذا كان المريض في حالة إجهاد فهذا ليس الوقت المناسب.

6- في حالة تواجد المريض مع شخص ما فيجب عليه إعطائه إهتمامه الكامل أي يطفئ التلفزيون مثلا أو الكمبيوتر.

7-على المريض أن يتذكر أنه من الطبيعي أن تكون هناك آراء مختلفة قد لا يؤيد المريض دائما كل شئ، و لكن المهم أن يشعر المريض أنه قد تم الإستماع لآرائه و أنها هذه الآراء تهم الآخرين.

8-على المريض أن يكون مستعدا للتغير و تجربة طريقة جديدة للتواصل.

9-على المريض أن يعلم أن كل إنسان له طريقته الخاصة بالتواصل و أن فهم هذا الإختلاف تساعد لتحسين التواصل مع الآخرين.

 

 

 



أرشيف الأخبار


إحصاءات الزوار...

(125558) (33118) (22670) (21385)
(10509) (7844) (6597) (4517)
(3912) (3088) (1911) (1833)
مجمل عدد الزيارات للموقع (472160) زيارة.
يوجد حالياً (17) زائر يتصفح الموقع.