الموضوع : ما هي الخلايا الجذعية؟
معظم الخلايا في الجسم لها وظيفة ( أو دور ) معين تقوم به و تسمى بالخلايا المتخصصة، فمثلا نرى ان خلايا الدم الحمراء تحمل الأوكسجين لأنحاء الجسم، بينما نرى ان خلايا الأعصاب تبعث بالرسائل من خلية إلى أخرى في الدماغ و النخاع الشوكي.
على الطرف الآخر فإن الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة، و هذا يعني أن لها القدرة لتكون مقام بعض الخلايا التخصصية، و عمل هذه الخلايا مهم أثناء نمو الأنسان، حيث بإمكانها إصلاح أي ضرر قد يحصل و كذلك بإمكانها أن تحل مكان أي من الخلايا المتخصصة.
أن الخلايا الجذعية الجنينية (المأخوذة من الجنين)، لها القدرة على النمو و لتكون بديلا لأي خلية في جسم الأنسان، كما يمكن الإستفادة منها في الأبحاث لدراسة تطور الجسم.
بالإضافة إلى أن الخلايا الجذعية تكون متوفرة في جسم الأنسان، و لكن هذه الخلايا لا يمكنها التطور لتحل محل أي خلية أخرى، و من هذه الخلايا، يوجد 3 أنواع و التي قد يكون لها دور في علاج مرض MS
الموضوع : لقاء مع البروفيسور نييل سكولدينك ( أخصائي الأعصاب من جامعة بريستول – بريطانيا).
لشرح إحتمال و أهمية الخلايا الجذعية في أبحاث مرض MS
"إكتشاف ثوري جديد في مجال معالجة مرض MS" هذه الجملة أصبحت تتصدر الأخبار بين الحين و الآخر، و لكن في الفترة الأخيرة فإن هذه الأخبار عادة ما تشمل الخلايا الجذعية، و لكن الأغلبية من المهتمين بهذا المرض اصبحوا متشككين في مثل هذه الأنباء، و لهذا الغرض نحاول في هذه المقالة الغوص في مثل هذه الأبحاث لمعرفة ماذا يحدث، أين وصل التطور في هذا المجال، و متى نرى الأستخدام الروتيني لهذه الخلايا كعلاج للمرض.
و بالنظر لتعقد الموضوع و تشعباته، فالأجابة ليست سهلة و لهذا سيتم تقسيم المقال إلى 3 أجزاء.
1.إستهداف النظام المناعي: تشمل هذه الطريقة إستبدال الجهاز المناعي الذي لا يعمل كما يجب بآخر يعمل بصورة صحيحة، و طريقة العلاج هو إستعمال العلاج الكيميائي لقتل خلايا الجهاز المناعي و من ثم زرع خلايا جذعية جديدة، و يعمل حاليا علماء من شيفيلد و لندن و بالتنسيق مع علماء دوليين على هذا الجانب، و بالرغم من أن هذا النوع من العلاج لم يصبح تفليديا، و لكن أصبح للباحثين فهما أعمق لفوائد و مخاطر هذه النظرية.
2. تحديد الضرر: يعتقد بعض العلماء أن الخلايا الجذعية المأخوذة من النخاع العظمي قد تساعد على حماية الأعصاب من هجمات الجهاز المناعي، كما ان لها القابلية على إصلاح الضرر الحاصل للغشاء الجلاتيني، بالرغم من أن التجارب في هذا الجانب في مراحله الأولية، و لكن سيتم الأعلان عن نتائج احد هذه التجارب خلال العام القادم.
و في بريستول تتم أحدى هذه التجارب على 80 مريضا منهم primary progressive ، و البعض الآخر من نوع secondary progressive. و يتوقع الإعلان عن نتائجها في نهاية العام القادم.
3. تبديل أو إصلاح الغشاء الجلاتيني: في إحدى التجارب في جامعة كمبردج، يقوم العلماء بزع خلايا عصبية في الجهاز المركزي للأعصاب، و يدرس العلماء إن كانت هذه الطريقة ستساعد في إصلاح الضرر الحاصل للغشاء.
الموضوع : تسخير قدراتنا لإصلاح الضرر الحاصل في الغشاء الجلاتيني
لعقود عديدة كان العلماء يعتقدون أن الدماغ هو عبارة عن نظام ثابت، أي لا يمكن له أن يصلح نفسه بنفسه، و لكن في العام 1998 برهن مجموعة من العلماء في السويد من انه من الممكن زرع خلية عصبية جديدة في الدماغ ( بالنسبة للبالغين).
و في بحث آخر تم إكتشاف أن هذه الخلايا تنتج من نوع من الخلايا الجذعية التي تسمى الخلايا العصبية الجذعية، و في الواقع ان جميع الخلايا في الجهاز العصبي ممكن إنتاجها من هذه الخلايا الجذعية.
إن هذه الخلايا الجذعية العصبية قد فتحت الباب للعلماء نحو العديد من البحوث في مجال إصلاح الخلايا العصبية، و من ناحية مرض MS، فإن الباحثين يركزون على كيفية تشجيع الخلايا العصبية لتطويرها إلى خالية قادرة على إصلاح الغشاء الجلاتيني.
الموضوع : إصلاح الضرر للغشاء الجلاتيني
يقوم مجموعة من الباحثين في مركز الجمعية لإصلاح الغشاء (في كيمبرديج)، يقومون بالبحث عن سبب توقف خلايا معينة ( تسمى OPC) عن إصلاح الغشاء، كما يحاولون معرفة ماذا يمكن عمله للبدء بإعادة تشغيل هذه الأعصاب.
و يقوم الدكتور بورن نيومان بالتركيز في بحثه على أثر العمر على هذه الخلايا، حيث من المعلوم أن عملية إصلاح الغشاء تجري من سئ إلى أسوء بتقدم عمر الأنسان، و لكن سبب ذلك غير معروف، كما يقوم الدكتور نيومان بدراسة إن كان نمط حياة الأنسان له علاقة بذلك، و ما هو تأثير تغيير ذلك النمط من الحياة، و نتيجة لتلك الدراسة برزت الحمية الغذائية كموضوع يستحق الإهتمام، حيث برهنت التجارب (على الفئران ) أن تقليل الدهون بصورة حادة قد أدى إلى تحسن في مستوى إصلاح الضرر للغشاء ( و هذا قد شمل الفئران المتقدمة بالعمر).
بالرغم من أن هذه التجارب في مراحلها الأولية، إلا أنها بالتأكيد مهمة في مجال إصلاح الضرر للغشاء.
الموضوع : إصلاح الأعصاب
أحد نتائج مرض progressive MS هي إتلاف و فقدان شعيرات الأعصاب في الدماغ و الحبل الشوكي،و نتيجة لهذا الفقدان ( أو التلف ) فإن الأوامر و الإشارات عبر الأعصاب لا تمر، و هذا هو مرض MS.
و مع فقدان أو تلف أكثر لشعيرات الأعصاب، تزداد حدة أعراض المرض، و لهذا السبب علينا إيجاد طريقة لحماية و إصلاح هذه الشعيرات.
سابقا كان العلماء يعتقدون أنه في حالة حدوث ضرر للعصب، فلا يمكن إصلاحه، و لكن في دراسة لإصلاح الحبل الشوكي قد بينت أن الشعيرات بإمكانها أن تنمو مرة ثانية و لكن فقط في حالة ان الخلية العصبية بحالة صحية و غير متضررة.
و في أدنبرة، يقود البروفيسور تشارلز فرينج كونستانت فريق للبحث عن العوامل التي تحفز الشعيرات على النمو، و كذلك عن ماذا يحدث في حالة المرض، و قد وجدوا في المراحل الأولى من البحث، أن الخلايا الجذعية قد تساعد على إصلاح الغشاء الجلاتيني، بالإضافة إلى أنها قد تساعد نمو الشعيرات المصابة، و هذا بدوره يؤدي إلى منع وفاة الخلية العصبية.
كما أن الفريق قد أكتشف أن الخلايا الجذعية المأخوذة من البالغين، تعيق نمو الشعيرات ، بدلا من العكس.
الخطوة التالية في البحث هي معرفة العلاقة بين الخلايا الجذعية و إصلاح شعيرات الأعصاب ( في حالة مرض MS) و الخطوة الأخرى ستكون تجربة الخلايا الجذعية لإصلاح الشعيرات العصبية.