الموضوع : فيتامين د و مرض MS
في حوار دار بين مندوب مجلة الجمعية و الدكتور روث دوبسون ( أخصائي الجملة العصبية في جامعة الملكة ماري ) ، و قد دار الحوار حول فيتامين د:
س : ما الذي جعلك تدخل في مجال فيتامين د ؟
ج : منذ بداية عملي في الأبحاث في مرض MS، كان لدي ولع و إهتمام كبيرين عن اسباب تكون المرض، و هل بالإمكان توقع إصابة شخص ما بالمرض، و عن إحتمال منع المرض، إن فيتامين د كان دائما المرشح الأكبر للأبحاث.
س: هل يؤدي تناول متممات فيتامين د إلى منع حصول المرض؟
ج: لا نعلم إن كان لفيتامين د اثر كبير على فرص حدوث المرض من عدمه، و من أجل إيجاد الجواب علينا تتبع عشرات آلاف الأشخاص من مرحلة الطفولة إلى البلوغ ( أي مدة 30 سنة ) ، و هذا عمل شاق و صعب، و لكن هذا لا يعني عدم وجود أبحاث، فمثلا في أستراليا يبحث العلماء عن إمكانية وجود علاقة بين المرض و علامات في الجلد نتيجة التعرض للشمس، هناك مؤشر ان مرضى MS قد لا يكونون قد تعرضوا للشمس بما فيه الكفاية، و لكن هذه النقطة ما زالت تحت البحث.
س: ماذا عن العلاقة بين فيتامين د و تطور المرض؟ هل بإمكان الفيتامين أن يوقفه؟
ج: حاليا نحن لا نعلم إن كان تناول متممات فيتامين د له اثر على تطور المرض، لكن في بحث (بإستخدام الفئران ) يؤشر إلى وجود علاقة بين الفيتامين و الجهاز المناعي، و عملية إصلاح الغشاء المحيط بالأعصاب، و هذا مؤشر مهم، و لكن يحتاج الأمر إلى الكثير من الأبحاث.
س: حول ماذا تدور أبحاثك الحالية ؟
ج: حاليا ننظر إلى نمط مستويات فيتامين د لدى البريطانيين، نحن نعلم ان مستوى الفيتامين لدى مريض MS هي أقل من الشخص العادي، و لكن ما زالت هناك نقص في معلوماتنا، حيث هناك العديد من العوامل التي لها تأثير في مستوى الفيتامين، منها تناول متممات الفيتامين، مدة التعرض لأشعة الشمس، و الوراثة.
س: كيف ستساعد نتائج الأبحاث للمرض
ج: إن الهدف النهائي هو لمعرفة إن كان تناول المتممات سيساعد المرضى، و قبل أن نعمل ذلك نحتاج إلى صورة دقيقة تبين مستوى الفيتامين لدى المرضى، بالإضافة إلى العوامل التي تؤثر في ذلك.
الموضوع : التعامل مع مرض MS باسلوب التركيز الكامل للذهن
إن التعايش مع مرض MS هو مجهد للمريض، حيث أن عوامل مجهولة ( مثل عدم اليقين عن المستقبل، مع الألم و الإجهاد ) لها تأثير كبير على نوعية الحياة للمريض، و قد يجوز أن سمعتم أن إستخدام اسلوب التركيز الكامل للذهن له تاثير إجابي، و لكن السؤال هو انه ما هو الدليل على ان هذا الأسلوب له فائدة للمريض .
إن هذا الأسلوب هو عبارة عن تمرين للتركيز على اللحظة التي يعيشها المريض، و يقول أنصار هذا الأسلوب، إن ممارسته و لو لدقائق خلال اليوم، تؤدي إلى المساعدة على السيطرة على المزاج، و يضيفون أن هذا الأسلوب قد لا يساعد المريض للتخلص من الأفكار السلبية، و لكنه و سيلة للتغلب على تلك الأفكار بطريقة أحسن.
و قد بحث العلماء عن إمكانية إفادة الأسلوب للمرضى، و في مرجعة لأبحاثهم، و جدوا أن فترات من التركيز الكامل للذهن قد يساعد تحسين مستوى الحياة التي يعيشها المريض، بالإضافة إلى ان الباحثين وجدوا أن الأسلوب قد يؤدي إلى تحسين بعض الأعراض الجسدية مثل الإرهاق، و الألم، و لكن بالرغم من ذلك، فمن الصعب إجراء تجربة لمعرفة فعالية الأسلوب، و عليه يبقى هذا الأسلوب ( و نتائجه ) موضوع شخصي للمريض.
هناك عدة طرق لممارسة الأسلوب، و لكن المفتاح يكمن في الطريقة التي تريح المريض، الطرق عديدة، و منها على سبيل المثال، الرسم، الأستماع إلى الموسيقى، و غيرها.
الموضوع : الروابط بين التغذية، و المايكروبات في القناة الهضمية و مرض MS
قام مندوب المجلة بإجراء اللقاء التالي مع الدكتور بيتر كونيك ( أخصائي الجملة العصبية في جامعة أدنبرة)، و الدكتور كونيك يعتقد أن هناك علاقة بين المرض و المايكروبات الموجودة في القناة الهضمية.
س: ما هو سبب إهتمام أخصائي الجملة العصبية بالجهاز الهضمي؟
ج: منذ عشر سنوات بدئنا بفهم الأتصالات بين القناة الهضمية و الدماغ، حيث أن الإتصال موجود دائما، بالإضافة إلى ذلك هو وجود المايكروبات في القنات الهضمية، علما أنه توجد داخل جسم الإنسان مايكروبات أكثر من عدد خلايا الجسم!! ، و هذه المايكروبات بإمكانها تغيير تصرفاتنا و كيفية عمل جسم الإنسان، و هذا يشمل جهاز المناعي و الجهاز المركزي للأعصاب.
س: من خلال البحث في المايكروبات، ماذا تعلمنا عن مرض MS ؟
ج: إذا أردنا القضاء على مرض MS ، فعلينا معرفة مسبباته، فمثلا 50 سنة من الأبحاث دلت على أن الجينات هي مهمة، و لكنها ليست كل القصة، بالإضافة إلى ان العلماء تمكنوا من معرفة عدد من العوامل البيئية ذات العلاقة مثل فيتامين د، التدخين، و العدوى، فإذا أخذنا بنظر الإعتبار كل هذه العوامل فلا نستطيع التكهن من يصاب بالمرض أو لا يصاب ،و لكل هذه الأسباب و غيرها، نعتقد أن مايكروبات القناة الهضمية لها دور بالإصابة بالمرض و ذلك عن طريق تحفيز رد الفعل السلبي للجهاز المناعي، و في تجربة شملت فئران خالية من الجراثيم، وجد العلماء رابط بين القناة الهضمية، المايكروبات، الدماغ و المرض.
كل هذه المعلومات ألهمتنا بالقيام بالأبحاث التي نجريها الآن، و لهذا الغرض تم أستقبال 4000 متطوع، لغرض دراسة غذائهم، جيناتهم، و مكوناتهم المايكروبية.
س: هل المشكلة تكمن في الجراثيم الزائدة أو الناقصة؟
ج: في الوقت الحاضر نحن لا نعلم إن كانت المشكلة تتعلق بمايكروب واحد أو اثنان،كما أننا لا نعلم إن كانت المشكلة تكمن في زيادة نسبة مايكروب معين، و لكن بإمكاننا الإجابة على كل هذه الأسئلة بعد فحص المايكروبات للعديد من الأشخاص و من كل أنحاء العالم.
المشكلة الأخرى التي نواجهها هي كيفية التثبت من التوازن السلبي، يتم لدينا جميعا تغير تعداد الجراثيم بسبب تغير نظام التغذية ( الحمية الغذائية)، أو نتيجة تناول أدوية مضادات حيوية، و لكن هذه التغيرات هي غير دقيقة، و لهذا السبب في حالة أشارة أبحاثنا إلى بكتيريا معينة، وجب علينا العودة إلى الأبحاث مستخدمين الحيوانات.
س: هل على الأشخاص تناول البكتيريا النافعة؟
ج: في البداية للعلم أن البكتيريا النافعة هي كائنات حية دقيقة و التي عند تناولها بكميات مناسبة تعطي فائدة صحية للإنسان.
أولا يجب أن يكون التركيز على تعريف التغذية الصحية، و ذلك لأنه لا يوجد جواب ثابت.
تنصح المنظمة الدولية للصحة ( WHO ) بتناول البكتيريا النافعة و ذلك لتحسين الصحة، و لكن هناك قليل من الدلائل التي تبين منفعتها لمرضى MS
س: هل يوجد وصفة غذائية تفيد لتجنب المرض أو للتعامل معه
ج: لا يوجد جواب لهذا السؤال في الوقت الحاضر بسبب تعقيد موضوع إختبار الغذاء، و قلة مثل هذه الدراسات، و لكن في الوقت الذي لا نعلم عن وجود غذاء صحي لمريض MS، و لكن من المعلوم أن المريض ليس بحاجة بمشاكل أخرى ( تضاعف مشاكل المرض) فالنصيحة هي أي غذاء جيد للقلب و باقي أعضاء الجسد هي مفيدة.
الموضوع : أبحاث عن PROGRESSIVE MS
بالنظر لعدم وجود أي نوع من العلاجات لمرض PROGRESSIVE، فإن العديد من المرضى بهذا النوع من مرض MS يتسائلون متى سيتم إيجاد العلاج؟، و قد تم طرح هذا الموضوع على البروفيسور آلان تومبسون ( من جامعة لندن، و هو ايضا باحث رئيسي ضمن المجهود الدولي لهذا النوع من المرض).
س: ما هو بالضبط هذا النوع من المرض ( PROGRESSIVE – أي تطوري
ج: إن اسم المرض مشتق من طبيعته ( فهو متطور بدءا من المرحلة البدائية )، و سوف يلاحظ مريض هذا النوع من المرض، أن أعراضه تشتد عليه تدريجيا، بدلا من هجوم مباغت، أو بدلا أنتكاسات متكررة ( كما يحدث في مرض relapsing remitting MS)، كما ان هذا النوع من المرض ( في هذه المرحلة) يختلف عن اعراض مرض secondary progressive، الذي بالعادة يتبع مرض Relapsing.
و لكن عند النظر بعمق لما يحدث للخلايا العصبية، نرى وضوح في الفروق بين هذا النوع و primary progressive .
س: لماذا لا توجد إختراقات طبية لعلاج هذا النوع مثلما يحدث في relapsing MS؟
ج: في الماضي تم تركيز الأبحاث على الجهاز المناعي، و ذلك بسبب أن هجوم الجهاز المناعي على الأعصاب كان واضحا و يعتبر مشكلة رئيسية، و قد كان إيقاف هذه الهجمات ناجحا في حال مرض relapsing MS، كما ان هذه العلاجات كانت مفيدة لمرض progressive MS في مراحله الأولى.
لكن المشكلة في حالة progressive MS ، هو تلف الأعصاب و ليس فقط ظهور جروح ( كشطات) كما في حالة relapsing.
إن المشكلة التي يواجهها العلماء في هذا النوع من المرض ( كما هو الحال في أمراض اخرى مثل الباركنسون و الالزهايمر ) هي ان جسم الإنسان لا يقوم بإنتاج خلايا عصبية جديدة في حال فقدان العصب، و عليه فإن اي ضرر يحدث سيكون دائم.
من أجل إيجاد علاج، نحتاج إلى علاج لإصلاح الغشاء الجلاتيني و إعادته كما كان، و التاكد من أن الأعصاب في حالة جيدة و قوية قدر الإمكان.
س: ما هو المجهود الدولي فيما يخص هذا النوع من المرض؟
ج: إن التجمع الدولي للبحث في progressive MS، هو تجمع دولي يضم 18 جمعية خيرية مختصة بهذا المرض بما فيها جمعية MS Society in UK، و الغرض من هذا التجمع هو لتنسيق الأبحاث في هذا المجال ، و منذ إنشاء هذا التجمع ( عام 2012 ) فقد تم تجنيد العديد من العلماء بالإضافة إلى مرضى من هذا النوع من المرض، و بسبب تركيز هذا التجمع على هذا النوع من المرض، فأنا متفائل أنه في القريب العاجل سوف لن نقول " هذا المرض غير قابل للشفاء"، و سنكون على الطريق الصحيح لإيجاد علاج لهذا المرض.
س: يصاحب تشخيص مرض MS آثار عاطفية و عقلية، فهل هناك ابحاث على هذا الجانب ؟
ج: أنا أدير عيادة طبية لتشخيص المرض، و عليه فأنا دائما أشاهد الإنطباع الأول على المريض عند إعلامه بالإصابة، و بإمكاني التأكيد أنه تجري حاليا العديد من الأبحاث في هذا الجانب من المرض، و اؤكد انه حاليا يوجد فرق شاسع في المعلومات عما كان عليه الحال حين بدأت العمل قبل 35 سنة.
الموضوع : التمرين
مقدمة :
العديد من مرضى MS يجدون أن الأبقاء على حيويتهم بالتمرين يساعد على التعامل مع المرض و اعراضه، و قد دلت التجارب على أن التمارين تساعد على تحسين العديد من الأعراض و بالأخص الإجهاد و التوازن، و يعتبر التمرين كجزء من العلاج كنتيجة لأحد التجارب.
و قد يعتقد البعض أنه من الغريب القول أن التمارين تجعل المريض أقل تعبا!! و لكن في الواقع أن أحد التجارب دلت على أن التمارين تساعد على محاربة الإجهاد، نحن لا نعلم سبب هذا، و لكن نعتقد أن الخلايا الحيوية بإمكانها التعامل ( بطريقة افضل ) مع المتطلبات المصاحبة للمرض.
و في تجربة اخرى توصل العلماء إلى أن التمارين التي يصاحبها ضغط ( مثل رفع الأثقال) تؤدي إلى تغيير في الخلايا الواقعة في منطقة من الدماغ تدعى ( CAUDATE) ، و بما أن هذه المنطقة من الدماغ هي المسؤولة عن الإجهاد، فيعتقد العلماء أن التمارين تساعد للتغلب على الإجهاد.
منع المرض:
ليس هناك دليل قاطع على أن التمارين ستقلل من فرص حدوث المرض، و في بحث شمل 190000 أمرأة من أمريكا بينت أن التمارين لم تمنع عنهم المرض ، و لكن في بحث شمل الحيوانات دلت على التمارين تفيد الدماغ بالإضافة إلى الصحة العامة، كما أن تجربة على فئر ( كان لديه ضرر في الدماغ ) دلت على التمارين تؤدي إلى فرص أكبر لإصلاح الضرر في الغشاء الجلاتيني الذي يغلف الأعصاب