عنوان المقال: التعامل و معالجة الهجمة
حوالي 85% من مرضى MS يتعرضون للهجمة من نوع relapsing remittingو بالنسبة لهؤلاء المرضى سيلاحظون أن هذه الهجمات قد تحدث خلال فترة معينة خلال أيام، أسابيع أو أشهر ، و بعد ذلك تتحسن صحتهم جزئيا أو كليا.
أما بالنسبة للمرضى من نوع secondary progressive MS و هو يعتبر تطور لنوع relapsing remitting فهؤلاء أيضا يعانون من هذه الهجمات.
في هذا المقال سنتعرف على الهجمة، كيف يمكن معالجتها، و التعامل معها، و ماذا يحدث بعدها.
ما هي الهجمة
الهجمة هي مجموعة من الأعراض التي تحدث نتيجة الإلتهاب و تضرر الغشاء المحيط بالأعصاب في الدماغ و الحبل الشوكي، علما أن الهجمة قد تكون على أنواع فمنها ما يؤدي إلى ضبابية في الرؤية أو حتى إنعدام الرؤية ، و منها ما يؤدي إلى عدم القدرة على رفع القدم.
و من أجل أن نطلق على الحالة أسم " هجمة "، فإن هذه الأعراض يجب أن تستمر لمدة لا تقل عن 24 ساعة و ألا تكون نتيجة إرتفاع حرارة الجسم و لا إنتقال عدوى، كما أنها يجب أن تحدث بما لا يقل عن 30 يوم من الهجمة السابقة.
ماذا يحدث في الدماغ و الحبل الشوكي أثناء الهجمة
خلال الهجمة تقوم الخلايا في الجهاز المناعي بمهاجمة الغشاء المحيط بالأعصاب في الدماغ و الحبل الشوكي، و هذه الهجمة ستؤدي إلى إلتهاب في منطقة الشعيرات العصبية و هذا الإلتهاب سيؤثر سلبيا على إنسيابية الأوامر و الشعور عبر ذلك العصب، بحيث تبدأ بالبطأ أو تتردد أو قد لا تصل أبدا.
و بعد حوالي أسبوعين يضمئل الإلتهاب، مما يعني إعادة إنسيابية الأوامر عبر العصب المصاب، و في حالة إنتهاء الإلتهاب فهذا يعني إنتهاء الهجمة.
ما هي أسباب الهجمة
لا يعرف العلماء أسباب الهجمة و بدايتها، و لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من مخاطر حدوثها و منها :
1-الإجهاد : من خلال عدة بحوث، تم إكتشاف وجود رابط بين الإجهاد و زيادة مخاطر الهجمة، و لكن هذا الأمر غير محسوم بسبب صعوبة تحديد معنى الهجمة من جهة، و من جهة أخرى إختلاف تأثير الإجهاد من مريض لآخر.
2- العدوى : إن من نتائج العدوى هو إرتفاع حرارة الجسم و التي بدورها قد تؤدي إلى أعراض شبيهة بالهجمة و تعرف بالهجمة الزائفة، و لكن العدوى إن كانت بسبب فيروس أو بكتيريا قد تؤدي إلى زيادة مخاطر حدوث الهجمة، و قد لوحظ أن 70% من مرضى MS يعانون من عدوى في المثانة و التي قد تكون الشرارة الأولى لإطلاق الهجمة، و لهذا السبب و من أجل تخفيض نسبة الخطورة على المريض من الضروري أن يحافظ المريض على مثانة صحية.
3-الولادة : في حالة وجود هجمة قبل الحمل فإن مخاطرها تنخفض أثناء فترة الحمل، و لكن هذه المخاطر تزداد خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الوضع و من غير المعلوم بالضبط سبب هذه الحالة، و لكن من المعتقد أن تغير مستوى الهرمون في جسم المرأة له علاقة بذلك.
كيف يعرف المريض أنه يعاني من هجمة
من الصعب معرفة الهجمة من عدمها خلال السنوات القليلة التي تلي تشخيص المرض، و من الحالات الإعتيادية جدا لدى مرضى MS هو تغير الأعراض من يوم لآخر، و هذا يعني أنه في حالة إصابة المريض بالزكام أو أي عدوى أخرى سيؤدي إلى تدهور صحته، و بصورة عامة و من أجل معرفة وجود أو عدم وجود هجمة، على الطبيب ملاحظة ما يلي :
- ظهور الأعراض خلال فترات قصيرة لساعات أو أيام.
- وجود أعراض جديدة.
- ظهور أعراض لمدة 24 – 48 ساعة.
ماذا يعمل المريض إذا ظن أن لديه هجمة
في حالة أن المريض يعتقد أنه لديه هجمة فعليه أولا الإتصال بالطبيب المختص في أسرع وقت ممكن،و من أجل أن يتأكد الطبيب أن هذه الحالة هي بالفعل هجمة عليه أن يفحص أسبابها عن طريق الإستفسار من المريض عن الأعراض التي يعاني منها، و كيف تؤثر فيه، و كذلك عن الحالة الصحية للمريض بصورة عامة و فعالياته خلال الأيام القليلة الماضية، كما أن على الطبيب أن يتأكد من عدم وجود إلتهابات أخرى مثل إاتهاب المثانة.
ما هي العلاجات للهجمة
إذا كانت الهجمة شديدة، ففي هذه الحالة ينصح الأطباء بدواء ستيرويد (steroids ) و هذا الدواء يساعد على تخفيف الإلتهاب في الدماغ و في الحبل الشوكي، و هذا التأثير قد يساعد على تقليص فترة الهجمة و الإسراع بإنهائها، و لكن مفعول هذا الدواء قد لا يكون سريعا يأخذ بعض الوقت و يختلف ذلك من شخص لآخر، علما أن هذا الدواء ليس له تأثير على الأعراض الأخرى.
الآثار الجانبية لدواء steroids
تتضمن الآثار الجنبية ما يلي :
- صعوبة النوم.
- عدم إرتياح المعدة.
- زيادة ضربات القلب.
- زيادة الشهية.
- زيادة في الوزن.
- صعوبة في البلع.
و قد تكون هناك آثار جانبية أخرى أكثر خطورة في حالة إستمرار تناوله لفترة طويلة و كما يلي :
- ترقق الجلد.
- ترقق العظام.
- إرتفاع ضغط الدم.
- إرتفاع السكري في الدم.
كيف يتم تناول دواء الستيرويد
بالنسبة لمرضى MS، يتم عادة تناول الدواء على شكل حبوب بمعيار نصف غرام في اليوم الواحد و لمدة خمسة أيام، و أحيانا يتم تناوله على شكل حقن طبية بواقع غرام واحد في اليوم الواحد و لمدة خمسة أيام علما أن تناول الحقن يكون للأسباب التالية :
- عدم فائدة الحبوب.
- تم إدخال المريض إلى المستشفى نتيجة هجمة.
- بسبب حالة صحية أخرى و التي قد تتأثر سلبيا من الحبوب.
هل يتناول المريض هذا الدواء أو لا يتناوله
ليست جميع انواع الهجمات تحتاج إلى دواء الستيرويد، و في جميع الأحولا يجب إجراء موازنة بين الآثار الجانبية و الفوائد لهذا الدواء و كمثال :
- إن أعراض المرض خفيفة.
- لا يعاني المريض من عدم القدرة الجسدية.
- إن المريض قد سبق و ان تناول هذا الدواء و تأثر منه سلبيا، بسبب الآثار الجانبية.
- وجود حالة صحية أخرى لا علاقة لها بمرض MS.
لكل هذه الأسباب و غيرها قد لا يلجأ المريض إلى الستيرويد.
إعادة التأهيل
إن كلمة إعادة التأهيل تعني مجموعة من الأعمال المساندة التي يحتاجها المريض لمساعدته للتعامل مع أعراض المرض و لتقليل آثار تلك الأعراض.
و قد تشمل تلك الأعمال : العلاج الطبيعي، الوخز بالأبر، دورة لتعليم النطق، علاج سايكولوجي، ...... ألخ. و هناك شواهد على أن هذه الأمور قد تساعد المريض للمعافاة من الهجمة مع أو بدون الستيرويد .
ما بعد الهجمة
قد يتسائل المريض : هل سأتمكن من المعافاة الكاملة؟ الحقيقة أنه من الصعب القول إلى أي مدى سيتعافى المريض من الهجمة و متى، إن الهجمة قد تطول أحيانا لعدد من الأسابيع أو حتى أشهر بالإضافة إلى أن أسوء أنواع الأعراض قد تختفي حالما يتعافى الإلتهاب و لكن بعض الأعراض قد تبقى، و ذلك بسبب الضرر الحاصل في غشاء الأعصاب.
و بالعادة قد يقوم جسم المريض بمعالجة نفسه بنفسه ( خلال مدة من الزمن )، و نتيجة لذلك يرى المريض أن بعض الأعراض تستمر بالتحسن بعد إنتهاء الهجمة.
موعد الهجمة القادمة
قد يتسائل المريض : متى ستتم الهجمة القادمة؟ الجواب الحقيقي أنه لا أحد يعلم الجواب، و لا أحد يعلم أي جزء من الجسم سيتضرر نتيجة الهجمة القادمة.
ماذا ممكن أن يعمل المريض لتقليص عدد الهجمات
هناك أكثر من طريقة علاج لهذا الغرض و الإختلاف بين هذه الطرق هو في الفعالية، و الجدارة، و طريقة العلاج نفسه.
و يقول بعض المرضى أنهم بإتباع حمية غذائية خاصة قد حققت لهم الهدف بتقليص عدد الهجمات، و لكن لا يوجد أي دليل علمي على ذلك و بصورة عامة فأحسن حمية غذائية للمرضى هو الطعام الصحي و المنوع.