عنوان المقال : مشاكل بلع الطعام
قد تحدث تغيرات لدى حوالي ثلث مرضى MS في موضوع بلع الطعام في وقت ما، و قد تكون هذه التغيرات بسيطة بحيث لا يمكن ملاحظتها و لكن علاج هذه الأمور البسيطة قد يساعد على عدم تطور المشكلة لاحقا.
و كما هو الحال في الكثير من أعراض المرض فإن مشاكل بلع الطعام قد تأتي و تذهب أو تحدث أثناء الهجمة و تزول بعدها، و للآخرين فإنها مشكلة مستمرة.
إن أي تغير في عملية البلع قد يكون غريبا و مقلقا و لكن مهما كان حجم المشكلة فهناك من الإجراءات التي يمكن إتباعها لتسهيل الموضوع و جعل عملية بلع الطعام سهلة قدر الإمكان.
كيف تتم عملية البلع
عندما تكون العملية سلسة و بدون مشاكل يكون من الصعب التصور أن عملية البلع هي عملية معقدة و كذلك لأنها تحدث بدون أن نفكر فيها.
إن عملية البلع تتكون من عدة مراحل وكلها يجب أن تحدث بترتيب معين و في الوقت المناسب، كما أن عملية البلع تشترك فيها حوالي 12 عضلة و عدد من مراكز الإحساس التي تنقل الأشارات من و إلى الدماغ.
إن عملية وضع اللقمة في الفم لا تعتبر جزء من عملية البلع و لكن حتى هذه (وضع اللقمة في الفم) تعتبر عملية معقدة لتثبيت اللقمة في الفم و من ثم دفعها إلى الخلف و التحضير لعملية البلع، كل ذلك يحتاج لتنسيق بين اللسان و الشفاه و الأسنان و بعد ذلك تبدأ عملية البلع بمراحلها الثلاث و كما يلي :
1- المرحلة الأولى : تبدأ عملية البلع بدفع اللقمة بإتجاه الحنجرة و بدأ من هذه النقطة يفقد الإنسان السيطرة على عملية البلع و تبدأ سلسلة من الأعمال اللاإرادية و التي تستجيب (أوتوماتيكيا) للأشارات الصادرة من الدماغ.
2- المرحلة الثانية : تبدأ هذه المرحلة بإرتفاع اللهاة (الموجودة في نهاية الفم) و بهذا يتم غلق القناة المؤدية إلى الأنف، و عند هذه النقطة لا يوجد للقمة سوى طريق واحد و هو عبر الحنجرة و في نفس الوقت يقوم اللسان بدفع اللقمة إلى خارج الفم (إي إلى الخلف) و حالما تصل اللقمة إلى الحنجرة يقوم لسان المزمار و الأوتار الصوتية بغلق الطريق المؤدي إلى الرئتين، و هنا تبدأ عضلات الحنجرة بدفع اللقمة إلى المرئ الذي يرتبط بالمعدة.
3- المرحلة الثالثة : في هذه المرحلة تكون اللقمة في المرئ، حيث تبدأ تندفع بواسطة تقلص و إنبساط عضلات المرئ و هنا تنفتح المعدة للسماح لمرور اللقمة و من ثم تنغلق لمنع رجوعها إلى المرئ.
صعوبات البلع
من الطبيعي أن يقلق الإنسان حيال أي مشكلة قد تحدث في عملية البلع و ذلك لأن العملية هي جزء من الحياة اليومية، و لكن في حالة ملاحظة أي تغيرات فهذا لا يعني بالضرورة أن المشكلة ستتعقد و لكن ملاحظة هذه التغيرات في وقت مبكر يعني إمكانية معالجتها لتجنب أي تعقيدات أخرى، و هذه التغيرات (البسيطة) قد تكون ظاهرة للمريض أو حتى للمحيطين به و في حالات إخرى قد تكون عكس ذلك، و أحيانا يقوم المريض بإتخاذ إجراءات معينة للتأقلم مع هذه التغيرات بدون شعوره بأهميتها و من هذه التغيرات التي على المريض ملاحظتها ما يلي:
- بعض التغيرات في النطق.
- مشاكل في المضغ.
- إلتصاق الطعام في الحنجرة.
- رجوع الطعام و الشراب إلى الأعلى.
- صعوبة في مرور اللقمة عبر الفم.
- الإنتهاء من وجبة الطعام خلال وقت أكثر من المعتاد.
- حدوث الكحة بعد الأكل.
- زيادة في كمية اللعاب و خروجه من الفم.
و في حالة ملاحظة المريض مثل هذه التغيرات و إهمالها، فقد يتطور الموضوع إلى مشاكل أخرى منها:
- أحيانا قد يندفع جزء يسير من الطعام إلى الرئتين و بدون أن يشعر المريض بذلك مما يؤدي إلى إلتهاب الرئتين.
- نتيجة للمشاكل البسيطة (المذكورة أعلاه) قد يتجنب المريض تناول الطعام (أو يقلل من كميته) مما قد يؤدي إلى سوء التغذية و جفاف الجسم.
أسباب صعوبات البلع
تحدث صعوبات البلع (نتيجة مرض MS) في حالة تضرر الجزء من الدماغ الذي يسيطر على عملية البلع أو ضرر في جذع الدماغ، و بما أن الأشارات في جذع الدماغ تسيطر على حركة الجسم فإن الضرر هناك له تأثير على عضلات مختلفة و هذا يشمل العضلات المستخدمة في عملية البلع و قد تزداد فرص الإصابة كلما كان المرض أكثر حدة.
قد يلاحظ المريض التغيرات في عملية البلع خلال اليوم و من الأمور التي تجعل المشكلة أكثر سوء هي حرارة الجو، الإجهاد، و الضغوط، و هذه كلها تتأثر بأعراض المرض.
تشخيص المشكلة
بما أن عملية البلع هي عملية معقدة و تتألف من عدة أقسام فمن المفيد التعرف على الجزء الذي لا يعمل بصورة صحيحة، و لهذا الغرض فقد يقوم الطبيب بتحويل المريض إلى أخصائي النطق و سيقوم هذا الأخصائي بمعالجة المشكلة و ذلك بعد الأستفسار من المريض عن عدة أمور و ملاحظة طريقة تناول المريض لطعامه و شرابه.
و في حالة إستمرار المشكلة فيتم إستخدام جهاز أشعة خاص لمتابعة اللقمة في الفم و من ثم عبر الحنجرة إلى المرئ، كما أن هناك كاميرا خاصة توضع في الفم لتصوير الفم و الحنجرة و المرئ أثناء البلع.
و بما أن المشكلة قد تتبدل من وقت لآخر فقد تتم إعادة زيارة أخصائي النطق في أوقات متكررة.
معالجة مشاكل البلع
عند تشخيص سبب المشكلة يتم التعاون بين المريض و أخصائي النطق لإيجاد أفضل السبل لمعالجة المشكلة و قد يشترك أخصائي التغذية في الموضوع، و من المهم أن العلاج يجب أن يكون مناسب للمريض نفسه (و ليس أي مريض آخر) كما قد يشارك أخصائي الصحة العامة في إعطاء النصائح للمريض حول مختلف الأمور و منها:
1- القامة : يجب أن تكون قامة المريض معتدلة أثناء تناول الطعام و الشراب، و على أن تبقى القامة معتدلة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة بعد الإنتهاء من الطعام.
2- تناول الطعام أثناء فترة راحة : يجب تناول الطعام و الشراب في جو هادئ و في حالة إسترخاء، حيث أن ذلك يساعد على التركيز على عملية البلع و يساعد العضلات بالقيام بواجبها و بأحسن صورة.
3- الأكل ببطء : يجب على المريض ألا يتعجل بتناول الطعام، خاصة إذا كانت لدى المريض مشاكل في البلع، إن الإبطاء يعني إعطاء الوقت الكافي لأعضاء عملية البلع بالقيام بواجباتها كما يجب، و لكل لقمة.
4- المضغ الجيد : إن المضغ الجيد (مزجها مع اللعاب) يساعد لإعداد اللقمة للبدء بعملية البلع.
5- تناول السوائل : يحدث عند بعض المرضى إنحشار اللقمة في مكان ما من الفم أو إلتصاقها في أعلى الفم أو تمشي ببطء نحو المعدة و في هذه الحالة فإن تناول بعض السوائل بين اللقمة و الأخرى يساعد على إبقاء رطوبة اللقمة و دفعها إلى الأسفل.
6- تجنب الكلام أثناء الأكل : إن تداخل بين عمليتين مختلفتين ( البلع و الكلام ) قد يؤدي إلى الإختناق.
7- أعراض أخرى : من غير الصحي أن يتناول المريض الطعام أثناء ظهور بعض الأعراض الأخرى مثل الإجهاد و تشنج العضلات.
8- إختيار الطعام بعناية : في حالة (مثلا) أن الطعام الخفيف (شبه السائل) قد يذهب إلى القصبة الهوائية بدلا من المرئ، فعلى المريض تجنب ذلك النوع من الطعام.
9- صحة الأسنان : أن المشاكل المتعلقة بالأسنان قد تعني صعوبة المضغ و البلع، و عليه فمن الضروري إبقاء الأسنان بصورة صحية و زيارة طبيب الأسنان دوريا كما أن الفم الناشف قد يؤثر (سلبيا) على صحة الأسنان و اللثة.