عنوان المقال : مشاكل النطق
إن مشكلة النطق ( من أي نوع كانت ) تعتبر شئ شائع بالنسبة لمرضى MS و قد تأتي هذه المشكلة و تذهب خلال نفس اليوم و قد تستمر لدقائق معدودة في المرة الواحدة و قد تظهر هذه المشكلة نتيجة الهجمة ثم تزول بعد ذلك.
كما أن هذه المشكلة قد تعتبر لبعض المرضى خفيفة بحيث يمكن للمريض من التواصل مع الآخرين لا تمنع الآخرين من فهم ما يقولونه و لكن لمرضى آخرين قد تطول المشكلة لديهم مما يؤدي إلى صعوبة التواصل مع الآخرين و لكن مهما كان نوع هذه المشكلة و مهما بلغ تأثيرها على المريض فهناك طرق عملية لمعالجتها.
إن أي تغير في النطق يكون صعب التعامل معه حيث أن التواصل مع الآخرين بحرية هو أمر مهم للتعبير عن شخصيتنا و لكن مع الدعم الصحيح بإمكان المريض من التواصل مع الآخرين.
إن عملية النطق تشتمل على :
- إخراج الصوت و هذا شئ فيزيائي.
- أفكار و ردود أفعال من الدماغ الذي يسيطر على هذه الفعاليات و يقرر ما يقال.
إن أول حدث في عملية التكلم تحدث في الدماغ حيث يتم إستحداث أشارة تفيد بأن الإنسان يريد أن يتواصل مع الآخرين و ربما يكون ذلك كرد فعل قاله الآخرين أو كرد فعل للحالة الواقعة فعليا، و مع هذه الرغبة بالتواصل تأتي الأفكار و الأحاسيس حول ما يريد الإنسان أن يقوله و من ثم فعلى الدماغ أن يترجم كل هذا إلى لغة و من ثم إلى أشارات إلى العضلات لتخبرها كيف يتم تجميع الكلمات و الجمل، كل هذه الأمور تحدث خلال جزء صغير جدا من الثانية بحيث لا نشعر بأي منها.
و تذهب الأشارات الواردة من الدماغ إلى عدد من العضلات الموجودة في عدة أماكن و التي تتحكم في أجزاء مختلفة من عملية التكلم و غالبا ما ترسل هذه الأشارات في نفس الوقت و عندما يتكلم الإنسان فهناك أشارات مستمرة من و إلى الدماغ لتعديل و تنسيق هذه الأفعال و لتخرج اللهجة المطلوبة و نبرة الصوت و دقة الكلمات.
و من أعضاء جسم الإنسان المعنية بهذه العملية هي كما يلي:
- الرئتين : تقوم الرئتين بدفع الهواء عبر القصبة الهوائية و الحنجرة و إلى الخارج عبر الأنف و الفم. أما عضلات الحجاب الحاجز فتقوم بالمساعدة للسيطرة على كمية الهواء المستخدم و قوة الدفع للهواء.
- الحنجرة : يمر الهواء على الأوتار الصوتية الموجودة داخل الحنجرة و عدد هذه الأوتار هو إثنان و التي يتم شدها للسماح بالهواء للمرور عبر فتحة صغيرة بينهما، إن سرعة دفع الهواء من خلال هذه الفتحة هو الذي يؤدي إلى إهتزاز الأوتار و هذا الإهتزاز يؤدي إلى صدور الصوت، إن إي تغير في شد الأوتار (أو رخاوتها) يؤدي إلى تغير في حدة الصوت و درجته.
- البلعوم، الفم، و التجويف الأنفي : بتغير شكل هذه الأعضاء و طريقة مرور الهواء عبرهم يتم تعديل الصوت الصادر من الأوتار الصوتية.
- الشفاه، اللسان، و الحنك : بتحرك كل هذه الأعضاء يتم خروج مختلف الحروف (الحروف الساكنة، و حروف العلة ...ألخ)، كما تؤثر هذه الأعضاء إصدار نغمة الصوت.
كيف يؤثر مرض MS في عملية التكلم
كما هو الحال في أعراض المرض الأخرى فإن مشاكل التكلم قد تكون مؤقتة كنتيجة للهجمة أو قد تطول أكثر و في هذه الحالة قد تتحسن الحالة خلال أيام أو أسابيع أو أشهر، كما يمكن أن تظهر المشكلة مرات متعددة في اليوم الواحد و في هذه الحالة تختفي خلال دقائق و بعض المرضى قد يعانون من المشكلة في حالة التعب، و مشاكل عملية التكلم تصنف كما يلي :
1- صعوبة التكلم : إن صعوبة التكلم هي نتيجة تغيرات، و هذه تشمل :
- يكون الكلام مدغم أو خافت و بطئ .
- ضعف في الصوت.
- صعوبة في التحكم في قوة الصوت.
- يكون الصوت و كأنه يصدر من الأنف.
- وقفات طويلة (نسبيا) بين الجمل أو الكلمات أو الأحرف.
إن صعوبات التكلم هي بسبب إصابة أجزاء مختلفة من الدماغ بمرض MSو التي لها تأثير في عملية التكلم. مثلآ أحد أجزاء الدماغ له تأثير على عضلات اللسان و الشفاه مما يؤدي إلى صعوبة النطق بصورة صحيحة و أجزاء أخرى من الدماغ لها تأثير على الحجاب الحاجز مما يؤدي إلى التحكم في النفس (أثناء الكلام) و الصوت.
و من أهم مراكز الدماغ التي لها تحكم في التكلم هو جذع الدماغ (الذي يربط بين الدماغ و الحبل الشوكي) إن الضرر الذي يصيب هذا الجزء سيؤدي إلى مشاكل في التكلم و قدرة الحركة (بصورة عامة)و لكن صعوبات التكلم قد تحدث في أي مرحلة من مراحل المرض و ليس بالضرورة أن تحدث مع مشاكل القدرة على الحركة.
2- خلل في التكلم : يعتبر هذه المشكلة من النوادر و هي عدم القدرة على التعبير بسبب عدم القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة أو الصحيحة و المستمع لمريض في مثل هذه الحالة قد لا يفهم ما قاله المريض.
3- صعوبات في الإدراك : إن مرض MS قد يتسبب في تغيرات في الذاكرة و التفكير مما يؤثر في طريقة تكلم المريض، إن هذه الحالة هي أيضا من النوادر و إذا حصلت فهي حالة خفيفة.
4- آثار جانبية من الأدوية : هناك أدوية لها آثار جانبية‘ فمثلا الأدوية المستعملة في معالجة المثانة قد تؤدي إلى جفاف في الفم مما يجعل مشاكل عملية التكلم أكثر سوء.
التأقلم مع مشاكل التكلم و التواصل
يعتبر التكلم جزء هام من نظام التواصل مع الآخرين و عليه فإن أي تغير في المقدرة على الكلام سيؤثر في شعور المريض حيال نفسه و في كيفية التقارب مع الآخرين حيث قد يشعر البعض بعدم الثقة بالنفس أو يشعر بالأسى أو التعب.
إن صعوبة التكلم قد تؤدي إلى تعقيد الروابط الإجتماعية خاصة إذا لم يكن الآخرين على علم بمرض MS و توابعه و قد يفترضون أمور حول حالة المريض ،وسنتطرق في هذه المقالة إلى كيفية معالجة هذه المشكلة علما أنه مع كل التكنولوجية فإنه ليس من الممكن التغلب على كل الصعاب لهذه المشكلة كما في حالة تأثير صعوبة التكلم على الحالة النفسية فمن المهم عدم إهمال هذا الجانب حيث أن أمورا مثل الضغوط و القلق قد تجعل المشكلة أكثر سوء.
في حالة أن التغيرات في عملية التكلم طفيفة أو قد تكون مؤقتة لفترة قصيرة قد لا يشعر المريض بالحاجة لمعالجتها و لكن في حالة الشعور عكس ذلك فالخطوة الأولى هي التعرف على المشكلة الأساسية و ذلك بزيارة أخصائي التكلم و سيقوم هذا الأخصائي بعدة إجراءات لغرض معرفة الجزء المصاب حيث أن المشكلة قد تحدث لأكثر من سبب، و قد تتغير هذه الأسباب عبر الزمن كما هو الحال في الكثير من أعراض المرض.
معالجة صعوبات التكلم
بعدما يتم تحديد أسباب الصعوبة بالكلام لدى المريض يقوم أخصائي الكلام بالعمل لإيجاد الحلول المناسبة فمثلا إذا كان سبب الصعوبة هو تشنج و صلابة العضلات فهناك الأدوية الخاصة بذلك و لكن عموما على المريض أن يقوم بتعويض المشكلة لتسهيل التواصل مع الآخرين حيث أن هناك العديد من الأمور التي ممكن أن يقوم بها المريض بنفسه و منها:
1- على المريض ألا يحاول التكلم مع الضوضاء الموجودة مثل جهاز التلفزيون و غيره و عليه يجب إنهاء ذلك المصدر.
2- على المريض أن يتأكد أن الآخرين يصغون إليه خاصة إذا كان كلامه مهما كما أن عليه أن يكون على إستعداد لتكرير كلامه.
3- على المريض أن يتكلم وجه لوجه مع محدثه (قدر الإمكان) و ذلك لأن تعابير الوجه تساعد المستمع فهم ما يحاول المريض أن يقوله.
4- أحيانا قد تطول المحادثة مما قد يؤدي إلى عدم وضوح كلام المريض في هذه الحالة على المريض أن يبين للآخرين حاجته لقطع الكلام (للراحة) و من ثم إتمام المحادثة بعد برهة من الزمن.
5- إذا كان المريض يعاني من صعوبة في إيجاد الكلمة المناسبة أو صعوبة في تذكر ما يريد أن يقوله ففي هذه الحالة عليه أن يأخذ وقته في الكلام و يلجا إلى كراسه الخاص.
6- من أجل بقاء المريض في حالة من الإسترخاء على المريض أن يتوقف عن الكلام لفترات قصيرة ليأخذ أنفاسه و عليه تجنب التسرع.
7- على المريض أن يعي أن الآخرين قد لا يعلمون عن مشكلة التكلم لدى المريض.
8- إن قامة المريض المعتدلة تساعد على التكلم براحة أكثر فمثلا قد يكون إستعمال المساند أو الوسائد عاملا مساعدا في ذلك.
9- عند التكلم عبر الهاتف من الممكن التحكم في رفع مستوى الصوت.