قانون باسمها في الولايات المتحدة يسمح بالمشاركة مع الأسوياء

تعيش الأولمبية تاتيانا ماكفادن عاما مميزا فبعد حصدها 3 ميداليات ذهبية وواحدة برونزية في سباق الكرسي المتحرك بألعاب أولمبياد لندن البارأولمبيك 2012 فازت في عام 2013 بأربعة سباقات ماراثون في بوسطن ونيويورك وشيكاغو ولندن ما جعلها أول متسابقة، على صعيد الأصحاء وذوي الإعاقة، تفوز بأربعة سباقات ماراثون في عام واحد كما كانت أول امرأة تفوز ب6 ميداليات في بطولة كأس عالم .
ولدت تاتيانا في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية في 21-4-1989 وهي تعاني انشقاق العمود الفقري دفع ذويها لإيداعها بدار أيتام وتبنتها في 1994 سيدة أمريكية اسمها ديبورا ماكفادن كانت تعمل في الدفاع عن حقوق المعاقين في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ورأت تاتيانا وهي بعمر السادسة في زيارة إنسانية للملجأ .
تقول والدتها بالتبني أنها أحبت الطفلة واصطحبتها لمنزلها في بالتيمور لتتولى تربيتها وتعليمها في جامعة الينوي حيث درست علم الاجتماع . وديبورا تبنت أيضا هانا من ألبانيا وروثي المعاقتين أيضاً وهانا أيضا تنافس في السباقات وقد نافست شقيقتها تاتيانا في نهائي 100 متر في أولمبياد لندن .
وتاتيانا أحبت الرياضة وشاركت كأصغر متسابقة في أولمبياد أثينا 2004 وفازت بميداليتين فضيتين ودفعها حب المنافسة الى الطلب من الثانوية التي تدرس فيها المشاركة في سباق مع الطلبة الأصحاء لكن المدرسة رفضت فرفعت تاتيانا عليها دعوى قانونية كسبتها في النهاية وسن قانون باسمها أطلق عليه "قانون تاتيانا" يمنح المعاقين بموجبه فرصة المنافسة في سباقات الأصحاء اعتمدته جميع ولايات أمريكا مطلع العام الجاري وتعلق قائلة: "الدخول في معركة قضائية في سن صغيرة كان صعبا علي، كل ما أردته هو المنافسة في الرياضة . فكرت في بعض الأيام بترك الدعوى بسبب صيحات الاستهجان وملاحقة المصورين لي في كل مكان وتلقي العشرات من الرسائل لكن القضية جعلتني أقوى ودفعتني لحب المضمار أكثر وكنت فعلا أريد دعم الأشخاص الذين يعانون إعاقة في دخول مجال الرياضة" . وتابعت تاتيانا حديثها المشجع فقالت: "ليس من حق أحد وضع حد لأحلامك عندما تكون لديك إرادة صلبة . أنا أول من يعترف بأنني أختلق الأعذار عندما لا أتمكن من تحقيق شيء ما، على سبيل المثال أحاول دوما إلقاء اللوم على جيناتي عندما لا أسرع في الجري بالماراثون رغم أن الحل هو في تكثيف التمرينات" . وعن قرارها الأخير بالمشاركة في سباق التزلج بالضاحية قالت تاتيانا: "العودة الى روسيا والمنافسة هناك في ألعاب سوتشي البارأولمبيك حلم راودني منذ وقت طويل لأنني أريد أن يعرف من تخلوا عني لإعاقتي أن بمقدور الطفل المعاق أن ينجح في حياته ويحقق أحلامه" . وعن مشاركتها المقبلة في أولمبياد ريو 2016 قالت تاتيانا: "تتطلب المشاركة في ريو تمرينات إضافية لكنني أحب التحدي" . وعن أكبر درس تلقته في مسيرتها قالت: "عندما كنت أنافس في أولمبياد بكين 2008 كان الجميع يتوقع مني حصد ذهبية سباق 100 متر لكنني حللت في المركز السادس وحزنت كثيراً . والدتي تحدثت إليّ ورفعت معنوياتي وعدت للمنافسة في السباق التالي وعدت لبلادي ب3 ميداليات فضية وواحدة برونزية . تعلمت من تلك التجربة أن العائلة والأصدقاء والمشجعين يثابرون على دعمك وحبك طالما تبذل أفضل ما لديك وتحاول مرة بعد أخرى" . وعن أكثر شيء تريد تاتيانا تغييره في حياتها قالت: "قد يسارع البعض ويقول إنني أريد التخلص من إعاقتي لكن هذا ليس صحيحاً فقد عشت حياة رائعة ولا أعتبر نفسي معاقة .
نحظى جميعنا بنعم منذ لحظة ولادتنا وقائمة النعم التي حظيت بها لا تحصى . أما ما أريد تغييره فهو أن يحاط كل طفل سواء بالتبني أو غيره بالحب والرعاية التي لا تمنحها إلا العائلة نفسها " .

جريدة الخليج، الملحق الرياضي، العدد 12715. تاريخ النشر: 12/3/2014

http://www.alkhaleej.ae/sports/page/12bfe9f4-0e8e-4167-8172-3fdda03a977d#sthash.YMBreXfd.dpuf